الإنسان احد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض ، وهو يحتاج إلى أكسجين لكي يتنفس للقيام بعملياته الحيوية ، ويحتاج أيضا إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية ، ويحتاج أيضا إلى الماء الصالح للشرب ليتمكن من الاستمرار في الحياة ، وتعتمد استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية التي من ابرزها مشكلات التلوث البيئي وخاصة بعد التقدم العلمي والتكنولوجي كما انه بحاجة إحداث التغيير في البيئة وفقا لازدياد حاجته إلى الغذاء والمسكن والملبس .لقد أبيدت البيئة الجميلة وتحولت الأراضي الزراعية إلى مصانع ومساكن ، وتم الإفراط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف ، وتم اللجوء إلى استخدم الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها ، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية ، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على البيئة . ولا بد من التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني ، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي ولابد من التخلص من حجم التلوث المتزايد وتحسين وسائل وطرق التخلص من النفايات المتعددة ، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل. ومن الثابت أن مصير الإنسان ، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئة ، وان أي إخلال بهذه التوازنات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فان نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية بما يؤمن له حياة أفضل ، لذلك لابد من محاصرة التلوث البيئي والقضاء عليه على انه التحول غير الملائم لمحيطنا كناتج عرضي لفعاليات الإنسان خلال التأثيرات المباشرة أو غير المباشرة للتغيرات في أساليب الطاقة ومستويات الإشعاع والتركيب الفيزيائي والكيميائي ، وتواجه الإنسان أزمة بيئية تكونت نتيجة لسوء الإدارة المتزايدة لبيئة العالم والنمو غير المبرمج للجماعات البشرية. وهذا لا يهدد بفوات فرصة الحصول على مستوى معيشة مناسب للجماعات البشرية فحسب ، وإنما أيضا يهدد بفوات فرصة استمرار بقائه كنوع . وتظهر العلامات المحذرة لهذه الأزمة في مشكلات معينة مثل عدم التوازن بين إنتاج الغذاء والنمو السكاني ، ونقص الانتاجيه في مساحات كبرى من اليابسة والماء بسبب التلوث الناتج عن الأنشطة والفعاليات الحضارية والممارسات الزراعية وتدمير الأنواع البرية المهمة والعبث بالمجتمعات اللاحياتية الطبيعية ، وزيادة عدد الكائنات الحية التي تسبب الأمراض ، هذه المشكلات في الاضطرابات وفي العمليات التي تسير على مستوى العالم الإحيائي قادرة على خفض نوعية بيئة العالم وإنتاجياتها. وفي بقاع كثيرة من العالم دمرت الأراضي الزراعية الجميلة وتحولت إلى صحار مقفرة ، وعلى طول المناطق الساحلية وطرق النقل أقيمت مدن وقرى جميلة ولكن أيضا أنتجت القاذورات التي تضر بالبيئة . وقد تحولت الأنهار الطليقة إلى ممرات ممكن التحكم فيها وانحدر بها إلى مجار مقفرة ، واحتفظ بالبحيرات كمناطق ترفيهية ولكن هي بالأصل أحواض تتراكم بها الملوثات . وحمى التطور المناطق البرية كأراض خاصة ودمرها بدون تفكير وحافظ على تلال مشجره وحولها إلى أراض ممزقة لاقيمة لها . بالإضافة إلى ذلك ، يفرز التطور التكنولوجي وارتفاع مستوى المعيشة نفايات كثيرة ومتنوعة ومن اخطر أنواع التلوث تلوث الجو، الذي تسببه المصانع ووسائل النقل والانفجارات الذرية والفضلات المشعة ، كما تتعدد هذه المصادر وتزداد أعدادها يوما بعد يوم ، ومن أمثلتها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون ، ثاني أكسيد الكبريت ، أكسيد النيتروجين ، أملاح الحديد والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية والعناصر المشعة . وإذا زادت نسبة هذه الملوثات عن حد معين في الجو أصبح لها تاثيراث واضحة على الإنسان وعلى كائنات البيئة ، ما ينعكس أثره على الإنسان في نهاية المطاف . وأخيرا مما تقدم يتبين إن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر بها ويؤثر فيها وعليه يبدو جليا أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة.
أخبار متعلقة