جميعنا يعلم أن لجوء البشرية إلى الحوار لحل خلافاتها لم يأت من فراغ أو رغبة في التجربة لهذه الوسيلة، وإنما كان نتاجاً لما لحق بها من خسائر بشرية ومادية جراء إستخدامها للقوة في حل تلك الخلافات .وقد كانوا منطقيين في ذلك ،فالحوار يمكنك من التعرف بوضوح على أفكار الآخرين، ويسهل عليك إيجاد التفسير لتصرفاتهم ، التي كان جهلك بها قد أبعدك وجعلك تتشبث بأفكار دون سواها . وهو ذاته ما نلاحظه ونحث عليه في حياتنا اليومية عندما نجد خلافاً أو سوء فهم قد نشأ بين شخصين أو أكثر، وأول ما يصدر منا لأطراف الخلاف هو دعوتهم للجلوس مع بعضهم البعض ليطرح كل منهم ما لديه وما هي مبررات تصرفاته ، ليصلوا إلى أخطائهم ،ويتم تصويب الأمور في ضوء ذلك. فلماذا نبتعد عن الحوار وفيه من الحكمة ما فيه ، وهو خير وسيلة لتحقيق الكثير والكثير وأهمها هو تفويت الفرصة على من تخول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن وأبنائه . فهل نريد أن نتألم مثلما تألم الآخرون لحال أوطانهم ، التي باتت فاقدة لماهيتها وأقتصادها ، وما أوصلها لذلك إلا الرفض لوسيلة الحوار والإصرار على إستخدام القوة دون سواها . علينا أن لا ندير ظهورنا لحكمة الحوار ونتائجه اليقينية، ونستمع لهذا الصوت أو ذاك ، كون تجربة الحوار لن تفشلنا أو تأخذ بناصيتنا بل على العكس ستتحقق من خلالها ودون أدنى شك مصلحة الوطن وجميع أبنائه الذين هم بحاجة مأسة لمستقبل آمن لأبنائهم. والله الموفق ،،،
أخبار متعلقة