في استطلاع شمل عدداً من مدراء مكاتب الصحة في المحافظات حول مواجهة التحديات السكانية
استطلاع/ بشير الحزميأكد عدد من مدراء عموم مكاتب الصحة العامة والسكان في المحافظات أن النمو السكاني وارتفاع معدلات الخصوبة ونقص الكادر الطبي والتشتت السكاني من أبرز التحديات الصحية والسكانية التي تواجهها محافظاتهم.وقالوا في استطلاع أجرته (14أكتوبر) إن المحافظات تشهد تطوراً ملحوظاً في الوضع الصحي وان الجهود لا تزال تبذل لتجاوز كل التحديات السكانية وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للسكان... وإلى التفاصيل:-الدكتور/ عثمان الببيضاني - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الحديدة قال: أن محافظة الحديدة كما يعلم الجميع هي محافظة كبيرة ومن المحافظات المهمة وعدد سكانها حوالي (2.400.000) نسمة والكثافة السكانية فيها تنعكس على مستوى الخدمات التي تقدم فيها حيث أنها تحتاج إلى مخرجات كبيرة من حيث الصحة والتعليم والبيئة وكل الخدمات التي تقدمها الدولة لهم.وأضاف: نحن في مكتب الصحة بالمحافظة نقدم الدعم الصحي الكبير لهذه الشريحة الكبيرة من حيث الأدوية والخدمات الطبية بشكل عام، ولدينا طبعاً مستشفيات وعيادات كثيرة في مختلف مديريات المحافظة وهناك مراكز جديدة تم فتحها. موضحاً أن هناك تطوراً مستمراً في قطاع الصحة وهو ما يدل على أن وزارة الصحة مهتمة اهتماماً كبيراً في هذا الجانب وهناك توسع ملحوظ في بعض المراكز الصحية والمستشفيات في المحافظة، وقد صدر قرار جمهوري بإنشاء هيئة مستشفى الثورة العام في محافظة الحديدة وهذا القرار سيخدم أعداداً كبيرة من المواطنين. ولفت إلى أن مكتب الصحة بالمحافظة يركز حالياً على تهيئة وتطوير الكادر من حيث التدريب ووضع الميزانية في المكان المناسب. منوهاً إلى أنه ومن خلال الصحة الانجانبية ومن خلال البرامج الموجودة والتوعية وغيرها من المسارات التي يعمل فيها مكتب الصحة نعمل على تحسين الوضع الصحي في المحافظة وخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال وخفض النمو السكاني المرتفع.[c1]التوعية وتقديم خدمة ذات جودة[/c]من جانبه قال الدكتور/ عبدربه علي مفتاح - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة مأرب أن محافظة مأرب تحظى في هذا الجانب بدعم كبير سواء من القيادة السياسية أو من الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان، ولدينا بعض الدورات لتدريبية التي تم أقامتها في المحافظة لمواجهة مثل هذه التحديات وهي تدريب وتأهيل عدد من النساء في مجال القبالة وأيضاً في مجال التوعية الصحية حول الصحة الإنجابية والأمومة المأمونة والطوارئ التوليدية في المحافظة وكان آخر مسح قمنا به الأسبوع الماضي مع مشروع الخدمات الصحية الأساسية حول تحديد احتياجات الطوارئ التوليدية في المحافظة، ونحن من خلال التدريب والتأهيل للقابلات لمسنا تحسناً في مواجهة المشاكل السكانية وهو أن الأخوات القابلات قمن بدور مهم على مستوى المرافق الصحية .وكان لهن أثر نوعي في مجتمعاتهن وأيضاً في المرافق التي يقدمن فيها الخدمة، من خلال انخفاض وفيات الأطفال والنساء وايضاً في المباعدة بين المواليد واصبح هناك وعي مدرك لدى الأم سواء الحامل أو الأخت المقبلة على الزواج حيث يتم تقديم استشارات، ويقوم أيضاً بالتوعية في صفوف المواطنين سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً وأيضاً نقوم بالتوعية في صفوف الطلاب في المدارس.وأضاف: ما يواجهنا هو ثقافة المجتمع، وقد قمنا بخصوص هذا الموضوع بتدريب عدد كبير من أبناء المحافظة في الفريق المجتمعي الذي يقوم بشرح وتوعية المجتمع بقضايا السكان وكيف نقي أنفسنا من بعض الأمراض والمخاطر وكيف يتم المباعدة بين الولادات والمحافظة على صحة الأم والوليد من خلال هذه الحملات التوعوية التي نقوم بها إلى جانب أن لدينا فرقاً طبية متنقلة في المحافظة تضم بعض القابلات والمشرفين الصحيين والممرضين وهؤلاء مهمتهم تقديم خدمة علاجية وتثقيف صحي حول التحديات السكانية وكيف بمكن تلاقيها.وأشار إلى أن محافظة مأرب قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا الجانب، ويتم حالياً التركيز على تحسين جودة الخدمة الصحية في المحافظة وأن تكون هناك قدرات لدى الكادر الصحي في المديريات بحيث نستطيع أن نصل إلى خدمة ذات جودة متميزة تقدم للمواطنين. لافتاً إلى أن محافظة مأرب تعاني من قلة الكادر الطبي، آملاً تجاوز هذا التحدي في القريب العاجل.[c1]الخدمات الوقائية والتوعية بالصحة الإنجابية[/c]من جهته يقول الدكتور/ عبدالغني الغزي - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة عمران: إن الوضع الصحي والسكاني في محافظة عمران يشهد تحسناً ملموساً من خلال الخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتي نحن على مشارف الانتهاء منها حيث استطعنا أن ندعم الكثير من البرامج مثل برنامج الصحة الإنجابية وبرامج الرعاية الصحية الأولية بشكل عام، ونحن في المحافظة نركز بشكل أساسي على الخدمات الوقائية والتوعية والتثقيف الصحي والخدمات العلاجية ونأمل إن شاء الله خلال عام 2011م افتتاح مستشفى مركزي في عمران بسعة (300) سرير وهذه وغيرها من المستشفيات الريفية ستدعم الخدمات العلاجية.وأضاف أن المؤشرات الصحية في المحافظة هي الآن في تحسن، حيث كان هناك نسبة ارتفاع الإصابة بالبلهارسيا وقد انخفضت الآن بشكل كبير جداً من (70%) إلى أقل من (10%)، وأيضاً التحصين الموسع وصل إلى (85%)، وخدمات الصحة الإنجابية يمكن القول إنها الآن وصلت إلى (51%) وقد كانت أقل من (20%) قبل نحو خمس سنوات والآن ارتفعت بشكل ممتاز جداً.وأشار أن هناك برامج تثقيفية وتوعوية في المجتمع وتشترك فيها عدة جهات مثل التربية والإعلام والأوقاف والزراعة والشباب ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية حيث تم التوعية في المدارس ولفئة الشباب وفئة الأمهات.وقال لقد عملنا من خلال أصدقاء الصحة في كثير من المديريات حيث أصبح الكثير من الموظفين من الجهات الأخرى ومن المتطوعين والشخصيات الاجتماعية يعملون معنا في مجال الصحة ويوصلون الرسائل الصحية التي نحتاج توصيلها إلى المجتمع.ولفت إلى أن المحافظة لديها تحديات كبيرة منها قضية النازحين حالياً وقضية الحرب في حرب سفيان حيث إن مديرية حرف سفيان كبيرة وواسعة ويوجد في المحافظات أكثر من (147) ألف نازح من محافظة صعدة ومن مديرية حرف سفيان وهؤلاء أتوا بدون تطعيمات وبدون خدمات ولا تتوفر لديهم الإمكانيات وقد اضطررنا إلى استيعابهم في مجال الصحة في المستشفيات وفي الوحدات والمراكز الصحية وشملناهم في برامج التغذية ونقدم لهم كل شيء بالمجان، ولدينا فريق تعمل في مخيم خيوان ويمكن القول إن أبرز التحديات التي تواجهنا هي في الكادر حيث لا تزال محافظة عمران تحتاج إلى بناء قدرات وإلى إيجاد أطباء اختصاصيين.[c1]نقص الكوادر الصحية[/c]أما الدكتور/ محمد عبدالولي السماوي - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة البيضاء فيقول: إن التحديات الصحية والسكانية التي تعاني منها محافظة البيضاء عديدة، لأنها محافظة واسعة ومترامية الأطراف ومتناثرة السكان، ومنها أولاً نقص الكوادر الصحية الإدارية وقلة الأجهزة والمعدات في المستشفيات والمراكز الصحية ونعمل من خلال خططنا القادمة على أن نتغلب عليها.وأضاف: يمكن القول إن هناك نقلة نوعية في القطاع الصحي في البيضاء لأننا سنوياً نحقق المزيد من التدريب والتأهيل وبناء المراكز والمرافق الصحية وهي طبعاً في حدود الإمكانيات المتاحة ومن خلال المؤشرات الصحية يلاحظ إن هناك تحسناً كبيراً حيث تشهد المحافظة انخفاضاً في نسبة وفيات الأمهات والأطفال وتوسعاً في تقديم الخدمات الصحية وفي مكافحة الأمراض والتغطية بالتحصين الموسع.وقال: الحمد لله الآن المؤشرات جيدة وهذا طبعاً يدل على الاهتمام الصحي المتنامي وانتشار الوعي الصحي في أوساط المجتمع.وأكد أن مكتب الصحة في المحافظة سيركز جهوده في الفترة القادمة على تكثيف الأنشطة في مجال التدريب والتأهيل للكوادر الصحية فالمواطن يحصل على خدمات ممتازة نتيجة للتدريب والتأهيل المستمر.[c1]انفجار سكاني كبير[/c]يقول الدكتور/محسن الكوكباني - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الضالع: إن محافظة الضالع تواجه انفجاراً سكانياً جداً وخاصة بسبب توسع المحافظة في السنوات الثمان الأخيرة، وأن ما تشهده المحافظة من تعدد للزوجات ونقص في الوعي الصحي والسكاني وخاصة في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بعد من أهم أسباب الانفجار السكاني.وأوضح أن عدم تفهم الناس للجانب الصحي فيما يخص تنظيم الأسرة وعدم إيصال كافة المعلومات المتعلقة بهذا الجانب إلى الناس يعتبر تحدياً كبيراً للقطاع الصحي في المحافظة وقد عمل مكتب الصحة على نشر الوعي الصحي لدى المواطنين وعلى توفير وسائل تنظيم الأسرة وتوزيعها مجاناُ وتدريب العاملين الصحيين وتقديم المشورة لكل الأسرة التي تتردد على المراكز والوحدات الصحية، كما أن هناك نزولاً ميدانياً إلى كل المديريات وإلى كافة الوحدات الصحية وقد مثلت هذه الخطوات نقلة نوعية كبيرة جداً للوضع الصحي في المحافظة.[c1]البنى التحتية منعدمة[/c]أما الدكتور/ محمد سعد طاهر - مدير عام مكتب الصحة العامة والإسكان بمحافظة ريمة فيقول: أن محافظة ريمة هي آخر المحافظات في الوضع الصحي كونها محافظة جديدة والبنى التحتية تكاد منعدمة، والآن تم بناء مستشفى الثورة في المحافظة، وهناك عدة مراكز صحية لكنها لا تغطي احتياجات السكان.وأضاف: إننا نحاول أن نطور من أداء الخدمات الصحية في المرافق وقد شهدت المحافظة إلى حد ما تحسناً في الخدمات الصحية، وأول مؤشر لذلك هو التحصين حيث شهد تحسناً وتوسعاُ كبيراُ في المحافظة عما كان من قبل وإن شاء الله يكون المستقبل أفضل. داعياً الوزارة والجهات المانحة لتوفير الدعم اللازم لتطوير القطاع الصحي في المحافظة. آملاً في الإسراع بإنشاء المعهد الصحي والمستشفى المركزي اللذين سيلعبان دوراً كبيراً في تحسين الوضع الصحي من حيث وتأهيل الكوادر وتقديم الخدمات الصحية لأبناء المحافظة.[c1]ارتفاع نسبة الخصوبة[/c]وأخيراً يقول/ نبيل حمود زياد - مدير عام التخطيط بمكتب الصحة العامة والسكان في محافظة ذمار: إن محافظة ذمار تعاني من ارتفاع في نسبة الخصوبة بمعدل (6.2) وهذا يمثل تحدياً كبيراً للمحافظة وللقطاع الصحي بشكل خاص وللقطاعات الأخرى التي تدعم القطاع الصحي.وبالنسبة للمحافظة قامت بتنفيذ وجمع الدعم والتمويل من أجل تنفيذ الأنشطة الصحية فيما يخص صحة السكان بخطط تكاملية عملت على خفض نسبة الخصوبة في العاملين الماضيين، ومن ابرز أنشطة مكتب الصحة العامة والسكان هو النشاط الايصالي التكاملي الذي انفردت به المحافظة عن بقية المحافظات والذي كان له الدور الكبير في توزيع خدمات الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة.وأوضح أن المؤشرات الصحية في المحافظات تحسنت بشكل جيد في العامين الماضيين 2008م، 2009م وكان الدعم موجهاً من وزارة الصحة ومن الجانب الهولندي الذي سعى إلى تنفيذ الخطط الايصالية التكاملية ما حد من نسبة الخصوبة في أغلب المديريات التي كانت تعاني من خصوبة عالية وإن شاء الله في الفترة القادمة سنعمل على نشر التوعية الصحية في كافة المديريات وخاصة في جانب تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.