11 /9 /1964م ــ 11 / 9 /2008 م
لبنى الخطيبفي الحادي عشر من سبتمبر1964م وقبل أربعة وأربعين عاما تأسس تلفزيون عدن العريق مواكبا للعمل الإعلامي الذي تميزت به عدن في منتصف القرن العشرين متزامنا مع الزخم الإبداعي الإعلامي بعد تأسس إذاعة عدن في 7/ 8/ 1954م و صدور عدد من الصحف الأهلية التي طبعت ونشرت في هذه المدينة العريقة وعلى سبيل الذكر صحف فتاة الجزيرة ،النهضة ،اليقظة ، الرقيب ومن ثم الأيام و فتاة شمسان والى أخرها من الإصدارات باللغة الانجليزية إلى جانب انتعاش الندوات الأدبية والثقافية التي تحظى بحضور ونقاشات من قبل مرتاديها في تلك الفترة.. بدأ البث التجريبي في 4 / 9 /1964م واستمر لفترة أسبوع قبل الافتتاح الرسمي في 11 /9/ 1964 م. و يعد تلفزيون عدن من أهم المحطات التلفزيونات العربية التي قدرت بعدد أصابع اليد الواحدة فقط في منتصف القرن العشرين ويعتبر أول تلفزيون على مستوى الجزيرة والخليج. في ذلك الوقت تحمل مهام الإشراف العام على الإذاعة والتلفزيون الأستاذ حسين الصافي رائد العمل الإعلامي بينما عين للمسؤولية المباشرة على تلفزيون عدن الأستاذ محمد عمر بلجون . و من أول دقيقة لتأسيسه اعتمد الرعيل الأول من الرواد و المؤسسين لتلفزيون عدن على إمكانيات بسيطة في الأجهزة والمكان وتميز بطاقم مؤهل تأهيلا عاليا من الأساتذة اللذين بدؤوا العمل في إذاعة عدن وكانوا الرافد الأساسي للطاقم المؤسس للتلفزيون ، موقع مبنى تلفزيون عدن كان في منطقة التواهي والمعروفة بمينائها الشهير وما ميز بنايته موقعها فوق تله جبل يطل على منطقة التواهي و بجانبه وقفت ولازالت تقف شامخة فوق ألتله الساعة المشهورة في عدن وشكلها المجسم المصغر لساعة ( بيج بين ) الشهيرة في لندن . من تلفزيون عدن قدمت العديد من البرامج والنشرات الإخبارية باللغتين العربية والانجليزية ، في البداية كانت عدد ساعات البث التلفزيوني قليلة وإرساله اقتصر على عدن وما حولها فقط و باللون الأبيض والأسود ، و جميع البرامج بثت على الهواء مباشرة من الاستيديو التلفزيوني الصغير وضمت عددا من البرامج والسهرات الفنية والثقافية والأفلام المصرية والأجنبية والمسلسلات وبرامج فئوية خاصة بالمرأة والطفل .اعتمد الرعيل الأول المؤسس لتلفزيون عدن على مهاراتهم الإبداعية و الإعلامية وعملوا جميعا بروح الفريق الواحد وجسدوا المهارات المهنية العظيمة التي امتلكوها لتسير العمل من جهاز إعلامي مؤثر على الجمهور في التوعية والثقافة ووفق الإمكانيات البسيطة.قدمت جميع البرامج مباشرة وعلى الهواء منذ التأسيس وحتى فترة غير قصيرة من بعد الاستقلال الوطني إذ لم يكن يملك التلفزيون آنذاك أجهزة تسجيل وحفظ للمواد المقدمة ، وللأمانة الصحفية الإشارة إلى ما سبق من معلومات دقيقة وخاصة عن تلفزيون عدن استقيتها من الأستاذ عبد الحميد سلام ( أطال الله ) في عمره ، كما أضيف بهذه المناسبة حديث عن تاريخ تلفزيون عدن وبرامجه التي تميزت في تقديمهما ( ماما نبيه محسن ) وهما البرنامجين المعروفين لعدد من القراء وممن عاصروا تلك الفترة يتذكروا موهبتها العظيمة في التقديم والحوار لـ(نادي الأطفال) وبرنامج (الأسرة) وهنا أورد مقتطف من حديث سابق أجريته لملحق(لميس) في عدد مايو المنصرم مع (ماما نبيهة) تحدثت فيه: بعد تأسيس تلفزيون عدن طلبت مني الزميلة فوزية غانم العمل فيه ،وأول برنامج قدمته هو (نادي الأطفال ) من إخراج عبد الرحمن باجنيد ، عن أوجه الخلاف في التقديم بين الإذاعة والتلفزيون قالت (ماما نبيهة ) : لم يكن هناك اختلاف في الهدف والمضمون إلا إن في الإذاعة اعتمدنا على أسلوب السرد والتصوير وخلق جو مناسب مع كل برنامج ليصل إلى المستمع إن كان كبيرا أو صغير وتطلب منا هذا جهدا كبيرا لجذب المستمع إلا إنه في التلفزيون اعتمدنا على الصورة والصوت في توصيل المادة الإعلامية ، وتضيف (ماما نبيهة) لي إسهامات أخرى في التلفزيون ومن خلف الكواليس ضمن البرامج والسهرات الفنية التي شاركت فيهن عدد من فنانات عدن المشهورات : صباح منصر ، رجاء باسودان أسمهان ، أم الخير العجمي وأخريات حيث قامت بتجهيزهن بتسريح الشعر وعمل الماكياج ومرات كنت اتاخر حتى ساعة متأخرة إلى أن تنتهي السهرة ، كما ساهمت بكتابة بعض قصص الأطفال وإعداد الرسوم الكرتونية لبرنامج (دنيا الأطفال ) إلى جانب عدد من الإسهامات الأخرى في برنامج الأسرة والمجتمع لاحقا . إن الحديث عن تاريخ تلفزيون عدن طويل وذو شجون وهناك الكثير مما يختزن في ذاكرة من عاصروه وأبدعوا بالعمل فيه ولا تتسع مقالة واحدة لسرد هذا التاريخ العريق وقبل الختام لابد من إشارة بعجالة سريعة لمراحل تلفزيون عدن وهناك الكثير وأبرزها بعد الاستقلال اهتمت وزارة الإعلام بتلفزيون عدن باعتباره جهازا إعلاميا مهما وحساسا ، كما تعاقبت قيادات كثيرة على إدارته. و في عام 1979 م انتقل مبنى التلفزيون إلى عمارة ( البينو ) سابقا ومازال إلى وقتنا الحاضر يبث الإرسال التلفزيوني من هذا المبنى في منطقة التواهي ، وفي 8 مارس عام 1981م نفذ العمل بالبث التلفزيوني الملون وغطي إرساله اليومي آنذاك ثماني ساعات و امتد لبعض أراضي الجمهورية مع زيادة لساعات البث أيام العطل الرسمية والمناسبات ، وبعد الوحدة تغيرت تسميته إلى القناة الثانية وقناة 22 مايو . في نوفمبر 2007م عمل بالبث التجريبي لقناة ( يمانية ) حتى انتقلت للبث الفضائي في 19 مارس 2008 م وحرصت وزارة الإعلام على الانتقال الفضائي في زمن التقدم العلمي وثورة الاتصالات العالمية. كل عام والرواد الإعلاميين المؤسسين لتلفزيون عدن بخير هذا الصرح الإعلامي المهم والمؤثر على المشاهدين في جميع المراحل وألف رحم لمن انتقل إلى جوار ربه ، وتهنئه من القلب للرواد الأحياء ولجميع الزملاء في ( يمانية ) الفضائية وهي إشعاع إعلامي يشكل امتداد لتلفزيون عدن ، ومادام هناك نبض وحياة للإنسانية فالجميع لا يستغنى عن متابعة برامج التلفزيون التي سيطرت على عقول الكثيرين للتزود بما هو مفيد أو كلا حسب هواه مع انتشار أكثر من فضائية . متمنية لقناة ( يمانية ) مواصلة السير في ركب التقدم العلمي في زمن المنافسة الإعلامية ومتابعتها من كل بيت عربي في العالم أو ناطق بلغة الضاد.