تحتضن مدينة عدن هذه الأيام (دورة تدريبية للخطباء والمرشدين) ومن المتوقع أن يتلقى خطباء المساجد المشاركون بالدورة دروساً ومواعظ اخلاقية تساعد في ترشيد ليس فقط دور الخطاب الدعوي ولكن ترشيد سلوك الخطباء بما يليق بالمكانة التي يحتلها خطيب المسجد في المجتمع.ولسوء حظ هذه (الدورة) انها انعقدت بعد بضعة أيام من وقوع جريمة ارهابية روعت لها مدينة عدن على إثر قيام جماعة متطرفة يقودها خطيب مسجد في خورمكسر يتبع مكتب وزارة الاوقاف في عدن بالاعتداء على العائلات التي ترتاد كورنيش الشهيد قحطان الشعبي بحجة أن الإسلام لايبيح ذهاب العائلات إلى الشواطئ للاستمتاع بالطبيعة والترويح عن النفس ، ونجم عن الحادث المروع بحسب تصريح إدارة أمن عدن الذي نشرته صحيفة (14 أكتوبر) في عددها رقم (14773) الصادر يوم أمس الأول إصابة عدد من المواطنين الأبرياء بجروح غائرة جراء قيام هذه الجماعة المتطرفة التي يقودها خطيب مسجد (ربما يكون مشاركاً في هذه الدورة) بالاعتداء على العائلات بالعصي والأيدي والكراسي.المثير للدهشة أن أجهزة الأمن قامت بواجبها بالقاء القبض على المتطرفين الذين اعتدوا على العائلات وفي مقدمتهم خطيب المسجد بينما تدخل مكتب الاوقاف في عدن لإطلاق سراحه وتبرير جريمته .علماً أن المكتب يتظاهر بوجهين في هذه القضية: الأول الدفاع عن خطيب المسجد وتبرير ما قام به والثاني التظاهر امام ضحايا الحادث بأنه يقف معهم. ولكن ما يثير الدهشة حقاً هو صمت وزارة الأوقاف إزاء تورط خطيب مسجد في عمل إرهابي بهذا المستوى وقام بهذه الجريمة التي روعت لها مدينة عدن بعد أن أنتقل من منبر الجامع إلى الشاطئ حاملاً عصاه الغليظة لينهال بها على ظهور العائلات الآمنة التي قدمت مع أطفالها من إحدى المحافظات اليمنية في إطار السياحة الداخلية للترويح عن النفس والاستمتاع بجمال البحر في مدينة عدن.ما رأي وزارة الاوقاف؟
أخبار متعلقة