د.عادل عبد الصمد عبد الحافظ *
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد: لا شك أن شهر رمضان شهر الصدقات فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة. فما أجملها من سنة أن نزيد من إحساننا إلى المحتاجين في رمضان، فالصدقة لها أجر عظيم، قال الله عز وجل (وما تنفقوا من خير يوف إليكم) سورة البقرة: 272. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيكم مال وارثه أحب إليكم من ماله؟) قالوا يارسول الله ما منا أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه ، قال (فإن ماله ما قدم وماله وارثه ما أخر) أخرجه الإمام البخاري رقم (6442) . وقال الله عز وجل (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) سورة سبأ : 39. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى : (ابن آدم أنفق ينفق عليك) أخرجه البخاري ومسلم .وقال الله عز وجل (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) سورة آل عمران : 92. وسمع أبو طلحة رضي الله عنه هذه الآية فكان له معها شأن، فعن أنس رضي الله عنه قال (كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب ماله بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب) قال أنس رضي الله عنه : فلما نزلت هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ، إن الله تعالى أنزل عليك (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب مالي إليًّ بيرحاء ، وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ، فضعها يارسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بخ بخ ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين) فقال أبو طلحة : أفعل يارسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه) أخرجه البخاري . ومن ثم أيها الصائم الكريم بادر بأن تكون من أهل الصدقة في هذا الشهر الكريم حتى يدعو لك الملك كل يوم بأن يرزقك الله ويخلف عليك. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً) أخرجه البخاري ومسلم.أيها الصائم الكريم لا تحقرن من الصدقة تمرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) متفق عليه .ومن ثم أيها الصائم قد تكون هذه التمرة نجاتك من النار، عن عدي بن حاتم مرفوعاً : (اتقوا النار ولو بشق تمرة) أخرجه البخاري ومسلم. ولا شك أن هناك مرضى ومساكين ومحتاجين، وعراة ، وكلهم يحتاج إلى الصدقة، لذا أيها الصائم الكريم احرص على أن تكون من أهل الصدقات في شهر رمضان الكريم حتى تنال هذا الأجر العظيم من الله تعالى . والله الموفق..*عضو بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية