إذا أراد الإنسان النجاح في عمل اقتصادي فما عليه إلا أن يعمل ( دراسة جدوى) تحدد الأهداف والأبعاد لتلك العملية وحساب التكلفة والخسارة والربح، وبغير ذلك تصير العملية عشوائية والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى فقد ينجح هذا المشروع بضربة حظ وقد يخسر وفي كل الأحوال لابد من إعداد دراسة مسبقة، وهكذا في العمل السياسي يجب أن تكون لدى القائمين عليه أفكار وبرنامج عمل أو كما يقولون (ايديولوجية) - والفكر يوجه البندقية- وبرنامج العمل بذلك الحزب يجب أن يكون نابعاً من أعماق الشعب ونكهة الأرض وروح الوطن ويعزز بمصداقية وروئ لانجاز أفضل ما يمكن إنجازه للصالح العام وتوعية منسوبي ذلك الحزب والمواطن بأهمية الانتماء للوطن والأهداف السامية لبنائه وليست (حزبية) - خطباً وشعارات (لاتسمن ولا تغني من جوع) وتتوالد الأحزاب بناءً على الموجود في الساحة (عربياً ودولياً)..وعلى قناعات المؤسس وإقناعه للآخرين وتتوسع العضوية وفق مكانة وفكر ذلك الحزب وينجح إذا كان يملك برنامج عمل يخدم الوطن والمواطن سواء كان حزباً حاكماً أو معارضاً (أو من الذين يمسكون العصا من الوسط - المهم التواجد لتكملة العدد تحت مسمى (التعددية الحزبية).. ويكون الحزب الحاكم كالعادة والمتبع هو المسؤول عن تنفيذ سياسة الوطن واقتصاده وحمايته وبنائه والأحزاب الأخرى المفروض أن تكون الواجهة الصادقة لتقييم الأخطاء والسلبيات التي تتواجد ضمن المعترك اليومي للتغيير.. لا أن تكون أحزاباً (للمكايدة) والبحث عن الأخطاء وضرب الأهداف السامية بأن الوطن (هو الحزب الذي ينطوي الجميع تحت مظلته).والحزب الحاكم هو الذي يخلق السياسات وليس ذلك من فراغ لكن من منطلق أن يستمد الآراء والأفكار السديدة المطروحة من قبل تلك الأحزاب وتنطلق تلك التجارب والأفكار مثل (الديمقراطية) كمنهج _والتعددية) لتوسيع المشاركة (والرأي والرأي الآخر) لإعطاء حرية التعبير على أسس متينة، ومن الأهداف الأساسية لكل ذلك هي العزة والمجد للوطن والرفاهية للمواطن..ومن منجزاتنا الوطنية العظيمة قيام الوحدة (وحدة الأرض والإنسان) التي دفعت الحزب الحاكم إلى إصدار سياسات ترتبط بعشق الوطن والتبادل السلمي للسلطة عبر الانتخابات النزيهة وعمل الحزب الحاكم والقيادة السياسية على توسعة المشاركة الشعبية وبناء دولة النظام والمؤسسات التي تولد عنها قيام مجلسي النواب والشورى ومنظمات العمل المدني بكافة الاتجاهات وكان الهدف الأكبر هو الاقتصاد الوطني (قاعدة انطلاق هذا الوطن إلى قمة ما نتمنى ونحلم) ولكن وآه من لكن - كل تلك الاتجاهات والمنجزات والمكاسب لمصلحة الوطن والمواطن (انقلبت هماً على قلوب أعداء الوطن) فاستغلوا (الأحزاب المدجنة) وعشاق السلطة والمجاميع التي فقدت مصلحتها الذاتية وعافها الشعب من أسلوبها (الرجعي العفن) ورماها التاريخ إلى مزبلة النسيان، وعادوا لنبش ماض مريض ورفضوا كل لغة صادقة للحوار الوطني والرجوع إلى جادة الصواب بل توسعت أحلامهم المقيتة وبدؤوا نهج رفض الواقع بل أرادوا تمزيق الوطن وإلغاء وحدته العظيمة بخلق البديل والفتن والمشاكل والعدائية بين المواطنين، وأقول لهم (كُثر الحكوك يسيل الدم) فلا يظنون إنهم قادرون بتلك اللغة القذرة والأسلوب العفن والانتهازية الرخيصة على أن يلغوا وحدة قامت بإرادة الجماهير، وأن تسامح السلطة والقيادة السياسية (حكمة وحنكة) وليست خوفاً أو رهبة من هكذا تصرفات ومراهقة سياسية تخدم (سادتهم) ومن يمولهم وما الصبر عليهم إلا لهدف التقويم والاستفادة من التجارب، فالوطن يتسع للجميع إلا الشواذ المرضى.. لديهم أحزابهم وأمامهم المؤسسات الوطنية وحرية الصحافة وحرية الرأي وعبر ذلك يمكن لهم أن يطالبوا بحقوقهم وأن يفضحوا الفساد والمفسدين ويسعوا إلى محاكمة كل من يعمل ضد الوطن ومصالحه (وإن كانوا هم أصلاً المفترض محاكمتهم ومحاسبتهم) للجرائم التي يرتكبونها وللجرائم التي لا يعترضون على تواجدها (وكأنها تشفي غليلهم).. فقتل المواطن الشريف وفق (البطاقة الشخصية) وإحراق المحلات التجارية لمن ينتمي إلى هذا (الشطر أو ذاك) وإعلان الرغبة الوقحة بالانفصال أو الفيدرالية حسبما نسمع من تلك الأحزاب التي (ترعى مع الراعي وتأكل مع الذيب) أو أولئك الأفراد الذين استنفدوا طاقتهم وغابت عنهم الحكمة وأعمتهم الوصولية وفتات الاسترزاق، بل سيطالب الدولة نفسها بأن تتخذ إجراءاتها الصارمة تجاه المارقين عن القانون والمتمردين على النظام.فإلى متى سنظل صابرين على هذه التصرفات التي تستنزف ميزانية الوطن وتعرقل تطوره ورقيه.إلى متى سنظل (نحايل وندلل) أناساً تجاوزوا كل الحلول المنطقية والواقعية وكل الأساليب المراد بها دعوتهم للمشاركة في بناء الوطن لا تدميره وخرابه؟!غالبية تلك الأحزاب (انتهت صلاحيتها) وهي تتواجد هكذا (مثل الأطرش في الزفة) والمصيبة إنها كل يوم بحال وفق متغيرات اللحظة يوماً مع الحزب الحاكم ويوماً ضده ويافرحتهم باللقاءات الصحيفة (الصفراء) أو عبر الفضائيات المجردة من القيم والمبادئ (وهات يا جلد على الوطن وقيادته السياسية) حتى مقتهم الشعب ويزداد رفضه لهم يوماً بعد يوم...ستظل الوحدة عظيمة وسيبقى الوطن شامخاً طالماً أرادت جماهير الشعب ذلك، وبإرادة الجماهير تتحقق المنجزات والمعجزات وسيموت اللاهثون من ظمأ حقدهم.
أخبار متعلقة