غير قلقة بشأن إعلان موسكو تعزيز رادعها النووي
نيويورك/14 أكتوبر/سوزان كورنويل: قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن بلادها تدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها إذا استغلت روسيا النفط أو المعادن بإقليمين جورجيين انفصاليين توغلت فيهما الشهر الماضي. وفي مقابلة صحفية استخدمت رايس لغة صارمة غير معتادة لوصف أعمال روسيا التي قالت إنها وضعت نفسها في مأزق على الساحة الدولية بتوغلها في جورجيا. وقالت عن الروس “أحيانا عندما يحفر شخص ما حفرة.. فمن الأفضل أن تتركه فيها.”وأضافت أن الكثيرين في باقي العالم رفضوا توغل موسكو العسكري في جورجيا الشهر الماضي واعترافها بعد ذلك بمنطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين كبلدين مستقلين. وبموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة فرنسية، أمام روسيا حتى العاشر من أكتوبر لسحب قواتها من “مناطق أمنية” حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقالت روسيا إنها ستحتفظ بـ 7600 جندي في المنطقتين إلى أجل غير مسمى. ويحذر مسئولون أمريكيون موسكو من أنها ستواجه رد فعل قويا إذا لم تمتثل لاتفاق وقف إطلاق النار. وقالت واشنطن أيضا إنها تراقب لترى ما إذا كانت موسكو ستتحرك لاستخراج موارد طبيعية من المنطقتين الانفصاليتين. وقالت رايس “ندرس مسائل بشأن ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة إذا اختارت شركات روسية ... محاولة القيام بأعمال .. أو تحديدا .. المشاركة في أنشطة استخراج (موارد) في منطقة هي منطقة صراع وبالفعل جزء من ... حدود جورجيا المعترف بها دوليا. “الاستخراج يمكن أن يعني أكثر من النفط.. يمكن أن يعني أيضا المعادن.” ولم تقل ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة بشأن أي من تلك الأنشطة التعدينية. وقالت “لم نتوصل إلى أي مقررات.” وبدت رايس غير قلقة بشأن إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس أن موسكو ستعزز رادعها النووي في وقت يشهد توترات مع واشنطن. وقال ميدفيديف ان روسيا ستبني نظاما للدفاع الفضائي وأسطولا جديدا من الغواصات النووية بحلول 2020. وقالت رايس “ميزان القوى من حيث الرادع النووي لن يتأثر بتلك الإجراءات.” وأضافت أن الرادع النووي الأمريكي “ قادر” و”قوي” وإن الولايات المتحدة ستحدثه إذا لزم الأمر. وقالت “هذا ضمان كاف في مواجهة أي تحديث قد تقوم به روسيا.” وتابعت أن واشنطن لا تزال مهتمة بمواصلة أنشطة الحد من التسلح مع روسيا بما في ذلك دراسة ما ينبغي أن يتبع معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية التي خفضت الرؤوس الحربية النووية لدى البلدين ووسائل نقلها والمقرر أن ينتهي اجلها العام القادم. وقالت “نناقش ما ينبغي أن يتبع معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية .. لا سيما فيما يخص إجراءات التحقق وما شابه.” ورفضت أيضا الانتقادات بأن النهج الأمريكي المتشدد بخصوص التحركات الروسية في جورجيا قد عرض للخطر التعاون الاستراتيجي مع موسكو. وقالت رايس إن قائمة القضايا التي عملت واشنطن مع موسكو بشأنها من السعي لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية إلى مكافحة الإرهاب ومحاولة إقناع إيران بتعليق أنشطتها النووية هي أطول مما كانت عليه خلال الحرب البادرة.