صباح الخير
كم هو جميل أن يتحدث مسؤولون في الدولة عن الشباب، والأجمل منه أن بعضهم كان قيادياً ومبادراً في المراكز والمخيمات الصيفية لهذا العام. ذلك ما وضح جلياً في قيادة أمن محافظة عدن ممثلةً بالعميد ركن عبدالله عبده قيران، الذي ساهم بفعالية في إنجاحها بالشكل المطلوب. لقد لفت اهتمامي كثيراً ذلك المقال، الصغير حجماً والكبير معنىً، للعميد قيران المنشور في الصفحة الأخيرة من صحيفتنا الغراء (14 أكتوبر) العدد 14228 يوم السبت بتاريخ 6 سبتمبر 2008م بعنوان “ المستقبل في عيون الشباب “.وقد أعجبتني نظرته الثاقبة لما ينتظر الشباب في المستقبل، وتفاؤله بتطلعاتهم المشروعة، وحماسه الكبير في دعمهم والوقوف إلى جانبهم؛ فيوماً ما كنا شباباً كذلك وربما لم نجد كذا فعالياتٍ كما هي اليوم. ولكن..، وآه من لكن هذه، لا أعرف لماذا توجد دائماً أشياء وبالتحديد أشخاص يغردون خارج السرب؛ فيعطلون ذلك النغم الجميل، ويهدمون ما يبنيه الآخرون. بل أن أولئك يتعمدون السير عكس التيار. يقول العميد ركن عبدالله قيران عن الشباب: “ يضيئون لنا طريق المستقبل لحياة حرة كريمة على درجة عالية من الاستحقاقات..”. ويستطرد: “ الأمل فيكم واسع وكبير وتفاؤلكم وحماسكم ما هو إلا بذور لنمو شجرتنا (اليمن)..”. وأخيراً يقول: “ إننا نرى المستقبل في عيونكم وأبصاركم المتشبتة بالأفق..”. جميل وبديع أن يرى قائد أمن محافظة عدن ذلك، ولكن من الغير المعقول أن نری عناصر معينة بذاتها من الأمن في البحث الجنائي للمحافظة، التابع والمجاور له، لا يرون ذلك.. وما حادثة ساحة العروض بخور مكسر في17 مايو 2008م إلا خير شاهد على ذلك. فالمعتدى عليهم ضرباً، ولطماً، وشتماً وسب عرضٍ، وإهانة لم يكونوا إلا شباباً، بمثل سن من أشاد بهم العميد قيران، لم يتجاوزوا 25ربيعاً ، عدا كاتب الموضوع 50 عاماً، من طلبة التعليم الموازي لكلية الحقوق بجامعة عدن.. أما المعتدون الجناة فقد كانوا جماعة من الملتحين، يدَّعون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سيئة الصيت، يتزعمهم أحد أفراد الأمن في البحث الجنائي غير ملتحٍ وبدون الزي الرسمي (لدينا اسمه، ورتبته، ومحل إقامته). وهذا ما يأخذنا إلى منطق أن القيادة تقول كلاماً عسلاً والقاعدة تفعل عكسه مراً.. والأنكى من ذلك أن بعض عناصر قيادة البحث الجنائي في المحافظة عملت على المماطلة والتلكؤ في الشكوى وتسويف القضية من خلال الإيهام. فتارةً يقال إن الجاني رقيب “زعيم العصابة” قد أعطيت له إجازة طويلة، وتارةً أخرى يدَّعون أنهم لا يعرفون لماذا لا يحضر إلى العمل.. وهكذا دواليك!!. وإلى يومنا هذا لم استطع تفسير رجوع ذلك التصرف من البحث الجنائي، حيث يعمل الجاني، إلا إلى ثلاث: إما مؤازرة عن جهالة عسكرية مهنية بحتة ، وإما وقفة انتمائية، مناطقية ضيقة، أو اعتقادٍ خاطئٍ بأن العسكري أو الشرطي محصنٌ لا يمسه الدستور ولا القوانين؛ مع أن الدستور قد نصَّ على أن المواطنين كافة متساوون أمام القانون ولا يفرق بين وزير وغفير أو بين عسكري ومدني.. وليقنعني أحد بغير ذلك !. ما أود أن أصل إليه في هذا الموضوع هو أن الكلام، والكلام فقط، لن تتأتى منه أي نتيجة تذكر ما لم تكن هناك أفعال تعكس ذلك الكلام الجميل يمكن تمثيلها برفع الضيم والقهر والذل عن الشباب، كل الشباب، دون تمييز. ولا أرجو بل أطلب شخصياً من العميد ركن عبدالله عبده قيران أن ينظر إلى الشباب بكلتا عينيه: واحدة ليرى بها الشباب كما ذكر في مقاله، والأخرى تتابع وتحرس الشباب من مذلة وإهانة، فعلاً لا قولاً.. وإنّـا لمنتظرون!![c1]* استشاري الإدارة والقانون[/c]