(14 أكتوبر) تستطلع آراء عدد من المواطنين حول شكل العباءات
استطلاع وتصوير/ أشجان المقطريمع كل تطور يكون هناك تأخر في الأسلوب الذي هو مردود طبيعي لهذا الفكر.. ومع المردودات الموجودة في مجتمعنا والتي أصبحت للأسف مألوفة العباية المخصرة والمزخرفة التي غزت محلات العبايات وكثيراً من البيوت لتطبع بصمة غير مرضية أو صحيحة عن المجتمع الإسلامي وسلوكياته التي ينبغي أن تنطبق ومصداقية أن تكون المرأة مسلمة.حول ذلك كان لصحيفة (14أكتوبر) هذا الاستطلاع مع بعض الباعة في محلات العبايات، وكذا مع بعض الفتيات اللاتي يرتدين العبايات وعدد من الشباب فإلى حصيلة ما تم الخروج به: في بداية استطلاعنا التقينا الأخت ليندا محمد التي قالت: أنا أسير مع الموضة والعباية مثل أي شيء كالجزمة والبلوزة فكما إن هذه الأمور لاتقف عند حد وتتغير أشكالها ستكون أيضا العباية.وواصلت قائلة:أما بالنسبة لشبابنا ونظراتهم وملاحقاتهم فهم إذا أرادوا ملاحقة الفتاة سيلاحقونها بعباية مخصرة أو غير مخصرة بعباية كتف أو عباية رأس وليس بالضرورة إن كل من تلبس عباية مخصرة فتاة غير جيدة لكي يلاحقها الشباب فمادمت أنا واثقة من نفسي لايهمني مايقوله الناس عني.> وعند سؤالنا لها هل أهلك لا يمانعون أو يعارضون؟ > > ردت قائلة: لو كانوا يمانعون كيف سأخرج بالعباية ثم إن كل البنات يلبسنها ولست وحدي.يشمئز منها الجميع أما الأخت سوزان فاضل ترفض المخصرة وتقول: لاتعجبني العباية المخصرة لأنها تبرز مفاتن المرأة وتشد انتباه الرجال وربما لاتعطي المرأة جمالاً بل تزيدها قبحا.. وليس كل ما يعجبني افعله ـ على فرض انه يعجبني ، فالمثل يقول «كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس» وربما هذه العباية المخصرة قد تبرز أشياء ويشمئز منها الجميع وهي تعتقد أنها جميلة بها والواقع عكس ذلك فلماذا اجعل من نفسي سخرية للجميع وأنا باستطاعتي الحشمة في ذلك وربما هناك عباية كتف واسعة تعطي المرأة حشمة وجمالا بدون أن ترتكب خطأ. حيرة الأم بين أبنائهاوأما الأخت فاطمة صالح قالت: نعم البس العباية المخصرة لأنني سأقع على الأرض إن لبست العباية الواسعة وأحيانا اشتري العباية واضطر إلى إن أخصرها من جديد. وواصلت قائلة: أمي دائما في شجار معي وأخي أيضا مع إن زوجته تلبس مثلي وكثيراً ما أناقشه في لبس زوجته دون أن يعير منطقاً عن ذلك وأمي تقول خلك في نفسك وأحدى المرات وبسبب اعتراضها على العباية رمت بها في الزبالة وأنا ابحث عنها ولم تخبرني عن مكانها وحين اطمأنت أن البلدية أخذت الزبالة أخبرتني أنها رمتها. العبايات المخصرةكما التقينا بالأخت سمر سمير، وهذا ما بدأت قوله: أنا مع العباية المخصرة وضدها في نفس الوقت وتوضح ذلك قبل إن اسألها التوضيح قائلة: أنا البس العباية المخصرة حين اذهب إلى الأعراس فقط.. وتواصل حديثها بالقول: لان الأعراس سيكون خروجي من البيت إلى السيارة ثم صالة العرس دون أن يكون هناك مرور غالباً أمام الرجال.وأما عن عبايات الرأس فقالت: هي تلبسها للمدرسة لان هناك تشديداً على ضرورة لبس عباية الرأس وعباية الكتف لأي مشوار.. لكن وللأمانة أنا ضد العباية المخصرة في الأماكن العامة فمهما حرصنا على أن نكون بعيداً عن الخطأ فهي الخطأ ذاته لان كل جسم المرأة ناطق أما عباية الكتف غير المبهرجة لا بأس بها فهي مثل عباية الرأس والكل يلبسها (وتواصل) أنا حين اشتري أو ألبس عباية اول ما اسمعه ويهم زوجي ألا الفت النظر وكثيرا ما يقول لي البسي على كيفك المهم لا أرى رجلاً يعاكسك بهذا فهمت مالي وما علي وأصبحت أتصرف على أساسه من غير أن يمنعني أو يطلب مني. ليس خطأومن وجهة النظر السابقة التي لاتخلو من الحكمة إلى وجهة نظر أخرى قريبة وبعيدة من العباية المخصرة أيضا تقول الأخت ماريا القباطي: أنا لا ألبس العباية المخصرة ولكن اختى تلبسها وتعشقها أيضا وحين أناقشها في خطأ وجهة نظرها وان عليها أن تترك لبسها حتى لا ينتقدها الناس تقول الناس تسمع أغاني تتبع الموضة وتضع الماكياجات وكلها كانت عيبا وغلطا وأتوقع أن يصبح أمر العباية المخصرة عاديا في المستقبل وليس غلطاً. وتابعت حديثها قائلة: حاولت كثيرا معها وحاول أبي وأخي وأحيانا يكونون حازمين معها فتضطر أن تلبس العباية الكتافي وأحيانا لا يريدون الشدة ومن وجهة نظرهم قد تؤدي إلى نتيجة عكسية فالأمر يكون أمامهم في اللبس أفضل من أن تفعل اموراً خطيرة من ورائهم.وواصلت حديثها بالقول: اعرف انه منطق قد لايعجب الكثيرين لكن ماذا نفعل معها هل نضربها وهي في هذا العمر؟! الحياة تطورت ومن الصعب تقديم إي شيء للأبناء إلا في قالب النصيحة وقد أكون أنا من وجهة نظرها لا أعجبها لأني لا ألبس المخصرة وستجدين في كل بيت هذه التناقضات مابين مؤيد ومعارض.احتقار لصاحبتهاومعارضة أخرى للعباية المخصرة تقول الأخت ليالي حسين: بكل صراحة أنا احتقر العباية المخصرة ومن تلبسها بانفعال رأيت مرة في احد المجمعات أحداهن ترتديها وكل جسمها مفصل وكل خطوة أو حركة منها تفصل أجزاء جسمها والرجال حولها ووراءها يرمون لها بالكلمات الغزلية النابية وبعضهم يعلق باستهزاء على أجزاء جسمها وأنا نظرت لها باحتقار ومع ذلك لم تهتم ابتسمت ومشت فما هذه العباية التي لاتحجز جسمها عن العيب أو الحرام؟! أما المخصرة فتبرز مفاتن الجسم حتى وان لم تكن الفتاة جميلة فإنها تقد تلفت نظر الرجل. تحرشات الشباب والتقينا أيضا بالأخت مريم مازن التي قالت: أنا رافضة للعباية المخصرة فهي ليست حلوة كما يعتقد البعض وأنا اعرف إن الكثير منهن إذا قرأن رأيي سيقلن إنها مسألة أذواق لكن لي تبريري في ذلك فحتى إذا أردنا الناحية الشرعية وهي الأهم في الموضوع فإنها تقبح المرأة بإبراز مفاتنها وإساءة ظن الرجال بها فنادرا ما تسلم صاحبة العباية المخصرة من تحرشات الشباب الذين تقودهم اهواؤهم وأفكارهم السيئة فإذا كانت هي تبرز محاسنها ومفاتنها بهذه الصورة هل سترفض ان تستجيب لهم.وأضافت قائلة: أنا عن نفسي أفضل عباية الكتف حتى من عباية الرأس لأنها تستر المرأة وخصوصا إذا كانت خالية من البهرجة.أكثر أنوثة وجمالاًورأي آخر مع العباية المخصرة حيث تقول الأخت صفية المقطري أنها مع العباية المخصرة بإطلاق.. أيا كان هذا الإطلاق..؟ثم ماذا تقصدين بإطلاق أني وغيري ممن يلبس العباية المخصرة قد نصل إلى مرحلة السوء، بالمناسبة قد تكون الفتاة التي تلبس هذه العباية محترمة وأكثر حفاظاً على نفسها ممن يلبسن عباية قد لاتظهر أظافر أصابعهن فيها. وأضافت: أنا بصراحة ألبس العباية المخصرة وقد كنت في البداية واجهت معارضة من أمي وأبي ولكنهما اقتنعا مع الوقت مستدركة بعد توقف وتأمل : العباية المخصرة مثل الفستان بالنسبة للمرأة تشعرها بأنوثتها ورشاقتها وجاذبيتها وجمالها وتشعرها بأنها لاتعيش عصر جدتها ووالدتها بل أنها تساير الموضة. ثم انه للمعلومية فهي أسهل في الحركة ولا أحتاج وأنا البسها أن ابحث عن أجزاء العباية الأخرى لأنها مغلقة وملمومة صح. ترى ما مدى انتشار تلك العبايات التي تلبسها النساء، والتي يبيعها أصحاب المحلات التجارية، وما آثار تلك العبايات على الحياة الاجتماعية أسئلة.. إجاباتها في السطور القادمة: زيارة واحدة لجامعة ما أو لشارع مزدحم بالنساء تكفي لمعرفة انتشار هذه الظاهرة فلا تكاد ترى عباية تخلو من بعض مظاهر الموضة الملفتة خاصة الفصوص اللامعة.طلب الزبونويؤيد هذا القول الأخ/ عبداللاه صالح الذي يعمل بائعاً في محل للعبايات، حيث أكد بكل ثقة أن معظم مبيعاتهم اليومية هي عبايات الموضة اللافتة للنظر.. بكل أشكالها أما العبايات السادة فأصبحت مبيعاتها قليلة جداً. لم يكن هذا قول عبداللاه فقط بل أكد على ذلك معظم بائعي العبايات. ويقول أحد هؤلاء الباعة في الشارع يدعى محمد بن محمد أن موضات العبايات وأشكالها تتفاوت حسب الطلب، فالفصوص مثلاً تقل أو تزيد وتتوسع مساحتها لتشمل أسفل العباية وواجهتها، حسب رغبة الزبونة كذلك نوعية الفصوص وألوانها أما التفصيل فهو يتفاوت بحسب الطلب كذلك ومعظم مبيعاتنا من العبايات هي المخصرة باختلافها فبعض الزبائن تطلب تخصيرا خفيفاً قد لا يعرف وأخرى تطلب أضيق من ذلك وهكذا.. أما نوعية القماش الموضة فهناك القماش اللماع باختلاف درجاته، حيث يوجد من قوي اللمعة وخفيف اللمعة كذلك المطفي.إضافة إلى ذلك تضاف بعض اللمسات إلى بعض أجزاء العباية حسب طلب الزبون، وتتركز هذه الإضافات في منطقة الساعد إلى الكف، حيث تختلف الأشكال، مثلاً يتم عمل الساعد على شكل تدرجات طولية ضيقة وإضافة خيطين أو خيط من القماش عند المفاصل ويمكن إضافة هذا الشكل بأنواع أخرى من القماش تختلف عن قماش العباية وذلك حسب الطلب. أما الفراشة فهي قماش شفاف يحيط بالعباية ابتداء من أسفل الساعد ويمتد من جانبي العباية عن اليمين والشمال إلى أسفلها حتى كعب اليد.تفصيل حسب الطلبوحين كنا نتجول في أحد المحلات وجدنا بعض الأنواع المعروضة ، حيث امتلأت بالتطريز من أسفلها لأعلاها، لون العباية أسود والتطريز فاتح، وحين سألنا البائع منير محمد علي صاحب محل سبيشل ليدي في مديرية كريتر محافظة عدن: هل هي عباية داخلية للبيوت أم خارجية؟.. أجاب إنها تلبس خارج البيت.. فتعجبنا كثيراً من هذه الفكرة التي لم نشاهدها حتى الآن في الشارع والحمد لله.. مضيفاً بأنه يعمل حسب طلب الزبون، حيث يقوم بالنصيحة للزبونة إذا قبلت قبلت وإذا قامت بالرفض لايوجد هنا علي إي لوم. وأضاف: إن أنواع العباية الموضة أكثر من أن تحصر فهي أساساً مرتبطة برغبة صاحبة الطلب وتضيف إليها ما شاءت من الإضافات لذلك اكتفينا بما سمعناه من أنواع العبايات المنتشرة.. ولكن لنا أن نتساءل: لماذا تختار النساء هذه العبايات اللافتة؟!.. بعضهن لا تلبس عباية الموضة ولكنها ترجع سبب لبس تلك العبايات إلى حب الظهور والتميز بالإضافة إلى الجهل بمواصفات الحجاب الشرعي.وأخرى تقول إن هذه الموضات عادية وبسيطة طالماً أنها متحجبة.أما الأخت آمنة عارف طالبة في الصف الثاني الثانوي لفتت الانتباه إلى أن هذه الزينة تختفي تحت الجلباب فلا تكون عرضة للأنظار إلا أن الواقع المشاهد يؤكد أن القليل من النساء يغطين الزينة بالجلباب. رأي الشباب التقينا الأخ/ محسن طالب وهو شاب في الرابعة والعشرين يعمل في محل للعبايات، فقال: إن أكثر النساء تختار هذه الموضات اللافتة والضيقة للبروز والظهور وعن سبب بيعهم لمثل هذه الموضات قال إن ذلك يعود بسبب الطلب الكثير لهذه النوعيات.أما الأخ/ مازن يونس قال: صاحبة السمعة السيئة تلفت الأنظار دون الحاجة إلى الزينة الملفتة للنظر نعم ولكن هل ذلك يعني أن صاحبة السمعة الطيبة تلبس ما شاءت من الزينة بحجة حسن النية. للستر وليست للزينة كما التقينا بالأخ معاذ عبد العزيز الذي قال: إن كثيراً من تلك النساء تلبس العباية والحجاب الملفت للنظر المليء بالزينة وهي لا تعلم بحكمه أو قد تقلل من أهمية النظر في ذلك بسبب اللامبالاة، إضافة إلى ذلك فإن معظم النساء تجهل المواصفات الشرعية للحجاب الإسلامي، فكثير منهن تظن أن مجرد لبس العباية والنقاب هو التزام بالشرع دون النظر في كيفية تلك العباية أو ذلك الحجاب، ولو عرفنا الحكمة من لبس الحجاب لعرفنا مواصفاته، لأن حكمة الحجاب هي ستر الزينة، فكيف يكون هذا الحجاب زينة، والنساء يعرفن ما يسببه الحجاب اللافت من إيذاء وتعقب من الشباب الذين يجوبون الشوارع بحثاً عن أمثالهم من النساء لينتشر الفساد في المجتمع، ذلك ما أكده كثير من الشباب.أخيرا لابد من التوعية الدينية بين أوساط النساء في الأمور التي تهمهن ومنها الحجاب وبيان أهميته ومشروعيته ومفاسد تركه أو تزيينه وإظهاره للناس غير المحارم.. كما أن الإعلام مسؤول بالدرجة الأولى إلى جانب أولياء الأمور، حيث أن الإعلام من أهم مصادر التثقيف في مجتمعنا.