خالد سيف سعيد:احتفلت إذاعة عدن في السابع من أغسطس 2014م بالذكرى الـ (60) لتأسيسها (في السابع من اغسطس 1945م) وبهذه المناسبة ارتأيت ان اقدم لكم ماكتبته المذيعة المرموقة فوزية عمر في الكتيب الخاص للإذاعة والذي قامت بإعداده وإصداره في العام 1965م وهذا الكتيب أي الوثيقة وجاءت تحت عنوان الإذاعة في الحادي عشر والتلفزيون الوليد فالكتيب يعد وثيقة ومرجعاً تاريخياً لاذاعة عدن .. ففي صفحات هذا الكتيب كتبت المذيعة فوزية عمر مقالاً تحت عنوان (قصتي مع الإذاعة) واليكم ماجاء في مقالتها: استهلت فوزية عمر المقالة قائلة: (عندما ابدأ في العودة الى الماضي .. الى أيامي الاولى فيها لا املك الا ان اقول : الحمدلله كنت قد تركت المدرسة مضطرة بعد ان اصر والدي رحمة الله على ذلك .. فوجدت نفسي وانا حبيسة البيت انني لا املك سوى الاستماع الى جهاز الاستقبال الراديو اطوف به العالم من مشرقه الى مغربه .. وكان هو يحملني معه عبر الأثير متنقلاً بي من بلد الى بلد واصبحت سميعة اذاعية غصباً عني .. وكما ان لكل قلب واحد فقد اصبحت اكرر زيارتي الى القاهرة بان احول المؤشر الى موجات الضبط المطلوبة واستمع كل وقتي الى العديد من البرامج الناجحة التي تقدمها إذاعة القاهرة للمستمع بكل سخاء ورحابة صدر .. واضافت قائلة: وكنت اعرف موعد أي برنامج فيها وكنت اشترك في المسابقات من دون ان اشترك أي انني كنت اكتب الحلول واحتفظ بها لنفسي الى ان تظهر النتيجة فإما انبسط، او اصاب بخيبة ظن بنفسي، واحمد الله ان خيبة الظن لم تكن تزورني الا نادراً.وعن تأثرها اثناء سماعها قراءة الاخبار باصوات نسائية كتبت قائلة: كنت اتاثر لقراءة نشرات الاخبار بتلك الاصوات النسائية الجميلة النشرات التي لا تنقصها الا الموسيقى فتغنى بأعذب الالحان واجمل الاصوات، فاصبحت كاي انسان يجد نفسه احياناً يغني لفنان ما، اصبحت احاول تقليد قراءة هذه الاخبار بالسر بل كنت احفظ فقرات كاملة بالغيب واقولها دون الاستعانة بورقة وكثيراً ما كنت امسك بصحيفة ما واقرؤها وكأنني اقرا نشرة الاخبار ... ولكن بيني وبين نفسي اذ كنت اخاف ان يسمعني احد افراد المنزل ويسخر مني، وفي احدى المرات قفشني اخي الاكبر احمد فاصر على سماعي مرات.. حتى ابي رحمه الله كان يأتي إلي الصحف اليومية التي تحمل انباء هامة ويرفض قراءتها الا بصوتي .. وكان هذا خير مشجع لي في ان اسلك نفس الطريق.وأضافت قائلة : ولا ادري كيف عرض علي أخي احمد أن اقرأة قصة في الإذاعة. وعن بداية وقوفها أمام الميكرفون كتبت قائلة :ولا ادري كيف ذهبت وسجلت ووقفت أمام الميكروفون لأول مرة في حياتي... ولكنني اذكر أن السيد احمد زوقري ضابط العلاقات العامة والنشر الآن هو من قام بتسجيل قصة في الإذاعة بل كان يشجعني ويمدني هو بالمواد المكتوبة أترجمها أنا قراءة بصوتي للناس من خلال الميكرفون وكنت مجرد آنسة عدنية. ودفعتني تجاربي لان اكتب أول قصة لي بعد وفاة والدي فكانت بعنوانه « أين أبي » واستطعت أن أسجلها للإذاعة وأذيعت الشيء الذي جعلني لا اكف عن مزاولة كتابة القصة القصيرة وكنت ايضاً انشر قصصي في الصحف ولا أنسى ثقة السيد احمد زوقري الذي اسند إلي حينها قراءة مواد كثيرة للإذاعة بل انه اختارني لتقديم ثاني حفلة من برنامج اخترت لكم الذي قدم هو الحلقة الأولى منه ... واذكر إنني اخترت مما اخترت أغنية لسالم احمد با مدهف « عرائس اللحن» «وسل فؤادي الحزين » لمحمد سعد عبدالله. كما تحدثت عن ترددها الدائم للإذاعة فكتبت قائلة: « وكثرة ترددي على الإذاعة لمدة ثلاث سنوات حببتني للعمل فيها وكنت في زيارة لمنزل السيد علي محمد لقمان الذي اخذ يثني على صوتي ، فسألني لماذا لا اعمل في الإذاعة ؟ وفعلاًً أخذني الأستاذ علي إلى المستر « ناجلون » ضابط العلاقات العامة والنشر في ذلك الحين الذي رحب بالفكرة غير انه كان قد تعاقد مع مسس بيري للإشراف على برامج الإذاعة ولم انسجم معها وفضلت المساهمة في البرنامج العام وفعلاً قدمت قصصاً وكان السيد حسين الصافي الذي تولى حينذاك منصب ضابط الإذاعة متشدداً في موضوع اللغة ، وقد دفعني ذلك إلى الدراسة في الصفوف المسائية .. ومن حقه علي أن أقول انه كان رحب الصدر بل كان يساعدني في كتابة بعض القصص ثم جاء برنامج المرأة اليومي وكنت إحدى المساهمات المنتظمات وكانت لي برامج أسبوعية. وعن عملها في الإذاعة كتبت قائلة: « بدأت أتعلم بالعمل وأخرجت برامج بنفسي ثم ذهبت إلى القاهرة ودرست في مدارسها ثم درست فن الإذاعة لمدة ستة أشهر في المعهد العالي الإذاعي نلت بعدها الشهادة الإذاعية التي تثبت صلاحيتي ، وعدت إلى عدن لاصطدم بنفس العقبة هناك وظيفة شاغرة في الإذاعة غير انه علي أن انتظر حتى يعلن عنها وأتقدم مع غيري فعملت مساهمة ثم تقدمت للوظيفة مع عدد كبير من الشبان وقد اختارت لجنة الخدمة العامة اثنين منا أنا وعبدالمجيد غانم وتوجهنا للإذاعة للاختبار الصوتي واللغة ووقفت أمام لجنة الإذاعيين وهم: منور الحازمي علوي السقاف، عبدالحميد سلام ، محمد عمر بلجون، أبو بكر العطاس وكنت واثقة من نفسي فعلاً اختاروني وبدأت اعمل فعلاً وتوليت مسؤولية عدد من البرامج وقرأت نشرات الأخبار .. وبعد الانتهاء من قراءة أول نشرة تثلجت أطرافي وشعرت برغبة في البكاء وأنا اضحك. وفي الختام تحدثت عن الكتيب الذي قامت بإعداده وكتبت قائلة: واليوم أيها القارئ العزيز أقدم لك هذا الكتيب وأنا اشعر انك لست غريباً عني.. انك أما أن تكون قد استمعت إلي أو شاهدتني على الشاشة الصغيرة كل ما ارجوه هو أن يكون هذا الكتيب فاتحة خير لأجد منك التشجيع أن كنت استحقه والتوجيه.. إن كان هناك ما يدعو إليه .. وأملي وطيد أن التقي بك مرة أخرى فهناك مشروع كتاب جديد كان في وقت ما حلم حياتي وأن أقدم لك مجموعة من قصصي التي كتبتها بإحساسي ودموعي بنبضات قلبي.. فوزية عمر .
قصتي مع الإذاعة للمذيعة فوزية عمر
أخبار متعلقة