عددهم (70) ألفاً وهم الأكثر عرضة للاغتيال
بغداد/متابعات:أصبح العاملون مع القوات الأميركية في العراق من العراقيين بين خيارين فقط فإما الاستمرار في لعبة التخفي والهرب الدائم من رقابة المسلحين أو الحصول على وعد الهجرة الذي أخذت القوات الأميركية تلوح به للخلاص من القتل على يد الجماعات المسلحة دون استثناء بعد أن أخذ الحديث يدور حول انسحاب تلك القوات من العراق.ويعتبر العاملون مع القوات الأميركية -في معسكراتها المنتشرة في كل أنحاء العراق أو داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد- الأكثر تعرضا لمحاولات الاغتيال، وغالبا ما تعلن الشرطة في بياناتها اليومية العثور على جثث لمترجمات ومترجمين تركت في مجمعات القمامة في أطراف المدن مع عبارات تحمل اسم الضحية وطبيعة العمل لدى قوات الغزو.وبدأ هؤلاء العاملون الاستفادة من عرض الهجرة إلى الولايات المتحدة الذي أعلنته السلطات الأميركية لمن يعملون مع قواتها في العراق مؤخرا.لا يعرف أحد طبيعة عمل كل من يعمل مع القوات الأميركية «إلا أن المترجمين الذين يتجولون مع تلك القوات أثناء عمليات الدهم وعمليات استجواب المتهمين، يتميزون بوضع قناع على الوجه وتغيير لهجة الحديث بواحدة من اللهجات العراقية المختلفة فيتحدث بلهجة الجنوب عندما يكون في الشمال وبلهجة سكان غربي العراق إذا كان واجبه يقتضي القبض على مطلوب في جنوبي العراق وهكذا»وفقا لما يقوله المقدم في الشرطة العراقية أحمد مجيد.ويزيد زميله الرائد فراس خلف على قوله «يزاول الذين يعملون مع القوات الأميركية من العراقيين -والذين يقال إن عددهم يفوق سبعين ألفا من بين أعداد الذين يعملون في خدمة تلك القوات وهم 190 ألفا- مهنا مختلفة فهناك من يقوم بعمل وظيفي روتيني كالكتابة وهناك من يقوم بترجمة وثائق وسجلات وصحف،وهناك من يكون عاملا مساعدا لتخليص المتهمين وسببا في إطلاق سراحهم، ولكن هناك من يقوم بدور الوشاية بالمسلحين العراقيين وعندئذ يكون هدفا لهم».لكن ضابطا في الجيش العراقي طلب عدم الكشف عن اسمه قال «لا تدقق الجماعات المسلحة عادة بطبيعة العاملين لدى القوات الأميركية وهكذا فإن حكم الموت هو الوحيد الذي تلوح به هذه الجماعات بعد أن تكون وجهت إنذارا هو عبارة عن رسالة تحذير معها إطلقة بندقية بعد ذلك يكون الموت هو المصير المحتوم». ويرى مفوض الشرطة حسين النعيمي أن «بعض المترجمين يقومون بقيادة القوات الأميركية عبر طرقات مظلمة ووعرة ويحرفون الترجمة بحيث تسجل ضد الضحايا كما نقل لي الكثير من المتهمين الذين قبضت عليهم القوات الأميركية وإطلق سراحهم فيما بعد وكان المترجمون سببا في توجيه التهم إليهم وذلك لأسباب تتفاوت بين مطلوب وآخر ومدى طبيعة العلاقة التي تربطه بالمترجم».