تحدد مشاهدة الهلال الزمان الذي يجب فيه على المسلم الصوم، والذي يجب فيه الإفطار.. علما أن الصوم فريضة على المسلمين، وكذلك الإفطار، بناء على الحديث النبوي "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".ويعتمد تحديد عيد الفطر على التقويم القمري الهجري وحركة القمر، بغية استطلاع هلال أول يوم من أيام شوال، الشهر اللاحق لرمضان.واعتمد المسلمون في التاريخ على تحديد العيد عبر رؤية الهلال بالعين المجردة، لتوثيق موعد الصوم والإفطار، على أن ذلك كان يسبب الكثير من التحديات، لأن العوامل المناخية، والضباب، كانت تحول دون رؤية الهلال في الأوقات المفترضة، ما يجعل الناس في حيرة بانتظار الرؤية الواضحة "التي لا لبس فيها".وسمح التطور التكنولوجي بتحديد رؤية الهلال باستخدام الآلات، وبالتالي التحديد الدقيق لاكتماله، إلا أن عددا من العلماء المسلمين رفضوا أن يتم تحديد الهلال باستعمال المرقاب، وأصروا على الرؤية بالعين المجردة.هذا العام، تتوقع الهيئات الفلكية في عدد من الدول الإسلامية أن لا يكمل شهر رمضان 30 يوما، فيتوقع رؤية هلال شوال ليلة الـ29 من رمضان، ما يجعل يوم عيد الفطر يحل يوم الاثنين الموافق 28 تموز/يوليو.وقال المهندس محمد شوكت عودة رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة إنه "من المتوقع أن تعلن معظم الدول العربية عيد الفطر يوم الاثنين، خاصة الدول التي تكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو الدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي".وأضاف أن "القمر سيغيب يوم الأحد بعد الشمس من منطقتنا العربية وسيحدث الاقتران قبل غروب الشمس، فستعتبر كثير من الدول العربية والإسلامية ذلك كافيا لقبول أي شهادة برؤية الهلال".أما مكتب المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الذي يتبنى الخيار العلمي، فكان قد حدد اليوم الأول من شهر رمضان في 28 حزيران/يونيو، وطابقت حساباته الفلكية موعد الاثنين كأول أيام عيد الفطر أيضا، مع استكمال ثلاثين يوما من شهر رمضان.من ناحية أخرى، أكد الكاتب مشاري بن صالح العفالق استحالة رؤية الهلال ليلة الأحد الاثنين في السعودية "لأنه سيغيب بعد 11 دقيقة من غروب الشمس"، ما يجعل من غير الممكن رؤيته لا بالعين المجردة ولا باستخدام المكبرات"، لأنه مرتبط بطول المكث، والزاوية مع الشمس، والبعد عن الأفق لحظة رصده.وخلص العفالق إلى القول أن تحديد العيد، بالتالي، يتوقف على "الكيفية التي ستتعامل معها الجهات الشرعية المعنية خاصة في بلدان العالم الإسلامي مع الرؤية والمنطق وعلم الفلك"، فمع أن الرصد الفلكي يؤكد أن أول شوال هو الاثنين، إلا أنه يفيد أيضا باستحالة رؤية الهلال بالعين المجردة ليلة الاثنين من السعودية.و أوصى العفالق بمنع قبول الشهادات برؤية الهلال بالعين المجردة ليلة الاثنين، لاستحالة تحقق ذلك علميا، وهو ما يحتم أن يكون العيد يوم الثلاثاء.
أخبار متعلقة