مرض الكزاز .. معتقدات وتقاليد خاطئة حول الوقاية منه
عرض/ دنيا هاني:هناك الكثير من الاعتقادات السلبية السائدة والمنتشرة عند التوليد جهلها الناس وظلت راسخة في عقولهم أعواماً طويلة ولكن يجب عليهم أن يعوا جيداً أهمية ترك هذه العادات الخاطئة والتخلص منها وأن يعوا مدى أهمية تحصين بناتهم ونسائهم في الفئة العمرية (12 - 45 عاماً) ضد الكزاز الوليدي ، إلى جانب تحصين أطفالهم من هذا المرض وسائر أمراض الطفولة القاتلة خلال السنة الأولى من أعمارهم.وسنقوم خلال العرض التالي بتعريف التحديات التي تعيق جهود حماية ووقاية الأمهات والمواليد من مرض الكزاز الوليدي ، ومعالجتها عن طريق معرفة أهمية التحصين والتطعيم والحرص على أن تكون كل ولادة نظيفة والمواد المستخدمة فيها معقمة وأن تتهيأ الظروف الصحية الملائمة التي تمنع انتشار الأمراض وعلى رأسها مرض الكزاز.[c1]داء قاتـل[/c]الكزاز الوليدي هو مرض جرثومي تنقله جراثيم بكتيرية واسعة الانتشار في البيئة وذات قدرة وكفاءة في إصابة البشر_ وعلى رأسهم المواليد والأمهات_ الذين تكون حياتهم مهددة بالإصابة به.عند التعرض لجرح أو إصابة غائرة من أداة حادة ملوثة ينتقل هذا الداء بسهولة إلى جسم الإنسان وكذا عند استخدام أداة حادة غير معقمة أثناء قطع الحبل السري أو عند الختان.حيث تتخذها البكتيريا ملجأ للعيش متأهبة لغزو جسم الإنسان متى نفذت عبر تلك الجروح.والكزاز الوليدي داء بكتيري خطير وشديد الفتك خاصة بالأطفال حديثي الولادة الذين ليس لديهم مناعة. باستثناء المناعة المؤقتة التي يكتسبونها من أمهاتهم اللاتي سبق أن تطعمن ضد هذا المرض خلال الشهرين الأولين.ومعدل الإصابة بمرض الكزاز والوفيات مرتفع بين الأمهات والمواليد.وحسب إحصاءات سابقة يلقي (40ألف) امرأة في سن الإنجاب تقريباً, وما يربو على (450 ألف) طفل رضيع في العالم حتفهم سنوياً خلال الأسابيع الأولى من العمر بسبب هذا المرض.- الهرمون الذي يسبب نقصه مرض الكزاز هو(باراثرمون parathormone)يفرز عن طريق الغدد جار الدرقية (parathyroid glands) وعددها أربع غدد صغيرة اثنتان على كل جانب مسئولة عن امتصاص وتثبيت نسبة الكالسيوم في الجسم.[c1]أعراض هذا المرض[/c]تظهر أعراض الإصابة بالكزاز الوليدي خلال الفترة (3 28- يوماً) من تلقي العدوى ، ويبدأ بتصلب في الرقبة وعضلات الجسم, وعجز المصاب بالمرض عن فتح فمه بما في ذلك صعوبة البلع وحدوث نوبات تشنج لعضلات الجسم.بالنسبة للأطفال تظهر علامات المرض بين اليوم الثالث والثامن على الولادة, ويبدأ بتصلب عضلات الوجه والكفين ثم الرقبة ومن ثم باقي الجسم, مع ارتفاع بدرجة الحرارة وزيادة في خفقان القلب وزيادة في التعرق.وانقباض أصابع اليدين مع صعوبة فكها يصحبها صعوبة في التنفس. وأيضاً توقف الطفل عن البكاء والرضاعة.وعند حدوث كل هذه الأعراض للوليد فقد يتسبب ذلك في حدوث وفاة إذا لم يتم إدارك تداعيات هذه الأعراض الخطيرة.خطر يعيش حولنا ما لا يعرفه الكثيرون أننا أمام مرض شديد الخطورة لأن جراثيم هذا المرض بإمكانها العيش في أي مكان والتكيف مع مختلف الظروف والأجواء سواء كانت باردة أو حارة وقادرة على أن تتحمل الجفاف لمدة طويلة وتعاود النشاط والتكاثر من جديد متى ما سنحت لها الفرصة.وتنتشر هذه الجراثيم من فضلات الحيوانات والمواد الملوثة التي على الأسطح والعيش في التشققات وحتى تجد لها منافذ تغزو بسمومها جسم الإنسان وتقوم بتلويث الجروح الناتجة عن قطع الحبل السري للوليد بأداة غير معقمة أو ربطها بخيط غير معقم, وحتى لو كان الوليد قد تحصل على مناعة مؤقتة من أمه المحصنة سابقاً ضد الكزاز فلا نعتبره بمأمن فقد يتعرض للإصابة بالجراثيم إلى أن يفقد هذه المناعة تدريجياً بعد انقضاء الشهرين ويصاب بالمرض.[c1]الوقاية من مرض الكزاز [/c]ليس هناك علاج نوعي محدد ولكن يجب الاهتمام بالراحة التامة والنظافة وتوخي الحذر من المواد الملوثة.ومن الضروري الاحتفاظ بمناعة كافية ضده وتعميم التلقيح ضد الكزاز لكل الأعمار. وهذا التلقيح يؤمن الوقاية من المرض 100 % تقريباً، واستعماله يغني أيضا عن استعمال المصل المحصن وهكذا يتسنى تجنب الحساسية التي تعقب استعمال مثل هذه الأمصال.وغالباً يعالج المصاب بمرض الكزاز بإعطائه جرعات كبيرة من المصل المحصن ومضادات حيوية وبعد شفائه يحصن من جديد باستعمال التوكسيد (لقاح الكزاز).النظافة هي العلاج الركيزة الأولى في عدم نقل المرض هي الاهتمام بنظافة الأدوات والمعدات أثناء التوليد وقطع الحبل السري ومعرفة أهمية ترك الناس العادات والممارسات الخاطئة التي توارثوها في السابق منها .- قطع الحبل السري بأداة تفتقر للنظافة والتعقيم- عدم غسل المولدة (القابلة) يديها جيداً بالماء والصابون- الولادة على موضع غير نظيف ومعقم- ربط الحبل السري بخيط أو قطعة قماش غير معقمة- وضع أي مواد ملوثة ( كالتراب ، الرماد ، الكحل ، الملح، السمن ، التراب) على سرة المولود.الختان وسيلة فعالة لإصابة المولود بالمرض إذا كان الإجراء لذلك غير صحي ونظيف باستخدام مواد ملوثة وغير نظيفة أو معقمة ، إذاً الوقاية من المرض خير من ألف علاج.