قريع: العروض الإسرائيلية للتوصل إلى صفقات مرفوضة
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/وفاء عمرو: نفت أمس الثلاثاء عائلة فلسطيني قتل بالرصاص بعد أن صدمت سيارته مارة في القدس مزاعم الشرطة بأنه نفذ هجوما متعمدا. وأصيب أكثر من 12 جنديا إسرائيليا كانوا يقومون برحلة قصيرة في وقت متأخر من الليل إلى القدس قبل بدء السنة اليهودية الجديدة الأسبوع المقبل في الحادث الذي وقع مساء أمس الأول الإثنين. ولم تعلن أي جماعة فلسطينية مسؤوليتها. ووصفت الشرطة الإٍسرائيلية الهجوم بأنه «إرهابي» وهو الثالث من نوعه الذي يتضمن مركبات ويستهدف إسرائيليين في القدس منذ يوليو والذي يتورط فيه فلسطينيون من القدس الشرقية العربية والمناطق المحيطة بها الذين يقيمون في أراض ضمتها إسرائيل ولديهم حرية في الحركة. وذكرت الشرطة أن سائق السيارة السوداء من طراز (بي.إم.دبليو) يدعى قاسم المغربي ويبلغ من العمر 19 عاما وهو من قرية جبل المكبر في الضفة الغربية المحتلة. وقال محمود المغربي (49 عاما) والد قاسم إن ابنه لم يكن يحمل رخصة قيادة وفقد فيما يبدو السيطرة على السيارة، وأضاف المغربي الذي يدير عملا في مجال النقل بالشاحنات في منزله حيث منعته الشرطة من إقامة عزاء لابنه أن ابنه قتل على أيدي الإسرائيليين وأنه لم ينفذ أي هجوم إرهابي. وأشار إلى أنه يتمنى الشفاء السريع للجنود المصابين وهي إشارة ليست معتادة من آباء نشطاء فلسطينيين يقتلون على أيدي القوات الإسرائيلية. وقال شمويل بن روبي المتحدث باسم الشرطة إنه ما زال يجرى التعامل مع الحادث على أنه هجوم متعمد وإن هناك معلومات تشير إلى أن خيبة أمل بعد قصة حب فاشلة قد تكون الدافع، وأضاف أن المحققين توصلوا إلى أن المغربي الذي ليس له سجل مسبق لدى الشرطة كان يريد الزواج من إحدى قريباته ولكن عندما رفضت قرر فيما يبدو تنفيذ الهجوم. واستدعت الشرطة والد سائق السيارة وعمه وثلاثة من أشقائه لاستجوابهم. وقالت رشا شقيقة قاسم المغربي البالغة من العمر 24 عاما إن إحدى قريباته وأخريات رفضن في الآونة الأخيرة عرضه الزواج منهن. وأضافت أنه أبلغها أنه سيخرج مع أصدقائه ولن يتأخر في العودة للمنزل، وذكر أقارب أنه أخذ مفاتيح سيارة شقيقه. وقال بن روبي إن سيارة المغربي صدمت رصيفا ومالت ثم قادها عدة أمتار قبل أن يصدم الجنود ثم جدارا. وأفاد بأن جنديا وشرطيا ومدنيا في المكان قتلوا المغربي بالرصاص. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تعليق على الحادث إن يجب أن تبدأ «عملية قانونية على الفور» لتمهيد الطريق أمام إزالة منازل المهاجمين الفلسطينيين كوسيلة ردع «لإرهابيين محتملين آخرين». وكانت عائلات ثلاثة فلسطينيين آخرين شنوا هجمات في القدس هذا العام حصلت على أحكام من المحكمة تمنع إزالة منازلهم. وقتل ثلاثة إسرائيليين في أحد هذه الهجمات في يوليو عندما أحدث فلسطيني يقود جرافة هياجا في الشارع. على صعيد أخر قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع أمس الثلاثاء إنه يرفض عروضا تقدم بها إسرائيليون للتوصل إلى صفقة سريعة تستثني قضايا حساسة مثل مصير القدس واللاجئين. وقال قريع أن مثل هذه الصفقات لن تؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ولن تفضي لنتائج. وشكك قريع بإمكانية التوصل لاتفاق نهائي مع الفلسطينيين هذا العام بسبب العروض الإسرائيلية للتوصل إلى صفقة بدلا من اتفاق شامل تفصيلي وبسبب التغييرات الداخلية في إسرائيل وانشغال الفلسطينيين بصراعات داخلية وبسبب الانقسامات. وقال قريع «لدي شكوك كبيرة الآن بإمكانية التوصل لاتفاق هذا العام بسبب عروض إسرائيلية للتوصل إلى صفقات على شكل إعلان مبادئ أو إطار اتفاق. تجربتنا في جميع الاتفاقات التي عملت على شكل إطار أو إعلان مبادئ قادتنا في السابق إلى التهلكة ولم ينفذ منها شيء.»، وأضاف «نحن نريد اتفاقا ينقل إلى الأرض تنفيذا وليس اتفاقا ينقل للمحاكم للتحكيم. لن تكون هناك نتائج من خلال صفقة هنا أو هناك.» وأشار قريع إلى محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت التوصل لمثل هذه الصفقات وعرضه استثناء قضيتي القدس واللاجئين من المفاوضات وقال «لا أحد يقبل بذلك. حتى العروض حول الأرض لا يمكن القبول بها.» ومضى قائلا إنه يصعب التوصل لاتفاق نهائي هذا العام لأن الوضع في إسرائيل لا يساعد على اتخاذ قرارات في ظل استقالة أولمرت وتكليف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بتشكيل حكومة جديدة. وقال أن الوضع الفلسطيني لا يساعد أيضا على اتخاذ قرارات بسبب انشغال الفلسطينيين بقضايا ثانوية لا علاقة لها بالقضية المركزية «كما أن الوقت ضيق أمام الإدارة الأمريكية إلا إذا كانت تسعى إلى صفقة سريعة كما يحاول البعض.» وأكد قريع أن الخيار الاستراتيجي للفلسطينيين يبقى التفاوض مع إسرائيل للتوصل إلى حل نهائي غير انه أوضح أن القيادة الفلسطينية تدرس خيارات منها خيار الدولة الواحدة «وهو أحد الخيارات المطروحة في البرنامج السياسي الجديد لحركة فتح أو خيار وضع القضية برمتها أمام الأمم المتحدة.» وقال «إذا توفرت لدينا قناعة كاملة أن إسرائيل غير مستعدة لحل عادل من الممكن أن نفكر في مستقبل السلطة الفلسطينية. يمكن أن نفكر بحل السلطة... وكل الخيارات مطروحة حتى تتحمل إسرائيل مسؤولياتها... وخيارات المقاومة السلمية.»، وأضاف انه إذا وصل الفلسطينيون الى طريق مسدود في المفاوضات « ماذا نفعل؟ نستسلم؟ المقاومة بكل أشكالها حق.. بكل أشكالها.» وقال قريع إن المفاوضات الجارية تتسم بالجدية ورفض الدخول في مساومات. وتابع «القضايا التي يتم التفاوض حولها قضايا صعبة وهذه هي اللغة الأخيرة في اللعبة. لذلك على إسرائيل إزالة الحواجز.. والاستمرار في بناء وتوسيع المستوطنات يعرقل كل شيء.»