معالم وآثار
تعد ذات تاريخ مديد ، وتتمتع بمناظر ساحرة صنعتها الطبيعة الخلابة, إنها ولاية القصرين في وسط غرب تونس ، التي كانت في الأربعينات من القرن العشرين عبارة عن تجمع سكني حول محطّة قطار نقل الفوسفاط من ولاية قفصة إلى الولايات الشمالية، وبعد استقلال البلاد من الاحتلال الفرنسي نزح كثير من القبائل إلى المدينة التي تحولت إلى مركز ولاية.ويحد القصرين من الشمال ولاية الكاف ومن الغرب ولاية تبسة الجزائرية ومن الجنوب ولاية قفصة ومن الشرق ولايتا سيدي بوزيد وسليانة.وتحتوي القصرين على أعلى قمة جبلية في تونس (1544 م), وهي جبل الشعانبي الذي يعتبر امتداداً لسلسلة جبال الأطلس الصحراوي, ويحتوي على غابة من الصنوبر الحلبي, ويوجد بهذه الحديقة الوطنية 100 نوع نباتي،و24فصيلة من الثدييات، و16 نوعا من الزواحف والضفدعيات.وتضم المحمية الوطنية بجبل الشعانبي أنواعا شتى من الأشجار والنباتات من أهمها الصنوبر، كما توجد بالمحمية عديد الأنواع من الحيوانات البرية والطيور, الأيل والخنزير البري والنسر، وأنواع شتى من العصافير الصغيرة.ذلك بالإضافة إلى الآثار الرومانية المترامية الأطراف والمتاخمة لمدينة القصرين, والتي تضم آثار الحمامات والمسارح والأقواس والأضرحة التي تركزت حول وبالقرب من ينابيع المياه وعلى الهضاب والمرتفعات خاصة مدينة «سليوم» الرومانية المتاخمة لمدينة القصرين حاليا و بجبل الشعانبي وجبل السلوم ، إضافة إلى قليل من الآثار الإسلامية في المدن التابعة لها مثل تلابت وحيدرة وتالة.وقد تأسست مدينة القصرين الحديثة على عين ماء تدعى عين القائد التي ظهرت إثر انكسار جيولوجي رفع الطبقة الصخرية الجنوبية للمنطقة بضعة أمتار خفض الطبقة الشمالية التي تعتبر الآن أكثر المناطق خصوبة لتراكم التربة الرسوبية فيها عبر العصور.واكتسبت منطقة القصرين أهمية إستراتيجية كبرى في زمن الفتوحات الإسلامية حيث أنه بفتحها في القرن الأول للهجرة عن طريق حملة العبادلة السبعة وعلى رأسهم التابعي عبد الله بن أبي سرح ثم حملة حسان بن النعمان استتب الأمن للمسلمين في إفريقية.