منذ أكثر من عام بقليل دأبت مجلة دبي الثقافية أن ترفق بمجلتها الشهرية، التي أصبحت من أهم المجلات الثقافية العربية، كتاباً لأديب معروف بدءا بأدونيس وأحمد عبدالمعطي حجازي و عبد العزيز المقالح وإبراهيم الكوني وجابر عصفور وشهاب غانم الذي قدمت له في مارس الماضي كتاب (قصائد من شعراء جائزة نوبل) والذي أشادت به وسائل الإعلام العربية وحظي بتغطية نقدية واسعة. وبسبب نجاح ذلك الكتاب الذي ترجم نماذج لأربعة وعشرين شاعراً نوبلياً تنشر اليوم المجلة مع عدد أبريل 2010 كتابا جديدا للدكتور الشاعر المهندس شهاب غانم - وهو أول الكتاب الذين تنشر لهم للمرة الثانية - وهو بعنوان لكي ترسم صورة طائر وقصائد أخرى من الشرق والغرب اختارها وترجمها شهاب غانم الذي أنجز نحو عشرين مجموعة شعرية مترجمة نصفها من العربية إلى الإنكليزية والنصف الآخر من اللغات الأجنبية إلى العربيةوالكتاب يحوي أكثر من مئة قصيدة لستين شاعرا وشاعرة من مختلف اللغات والبلدان. وقد ترجم بعض القصائد شعراً عمودياً وبعضها تفعيلياًَ ولكن ترجم معظم النماذج نثرا. وقد وفق شهاب غانم كثيراً في اختيار النماذج التي تنتمي إلى مختلف المدارس الشعرية وأقدمها يعود إلى القرن السادس عشر وأحدثها لشعراء لايزالون في مقتبل العمر. وعلى الرغم من حداثة الكثير من القصائد المختارة وسريالية بعضها إلا أنها بعيدة كل البعد عن الإبهام أو الهلوسات التي تسم كثيرا مما ينشر في وسائل الإعلام العربية تحت ذريعة الحداثة و قصيدة النثر .ومن الشعراء الكبار الذين ترجم لهم غانم بعض النماذج شكسبير وجوته ووردزورث وبوشكين وفيكتور هوجو وفتزجرالد وويتمان وأيملي دكنسن وتوماس هاردي وكفافيس وييتس وروبرت فروست وماشادو ومحمد إقبال وساروجيني نايدو (التي لقبها غاندي بعندليب الهند) ولورنس ولوركا وناظم حكمت وسنغور وأودن (الذي يبدو أن له مكانة خاصة عند شهاب غانم فقد اختار له ست قصائد) وجاك بريفر(الذي استعار عنوان الكتاب من عنوان قصيدته) وريتسوس وفيض أحمد فيض الباكستاني وسوتشونج جو الكوري ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق وشانترو تانيكاوا الياباني ونجوين شي ثين الفيتنامي وكمالا ثريا (التي كانت مرشحة لنوبل واعتنقت الإسلام ) وتوني موريسن وعبدالله بدوي رئيس وزراء ماليزيا الحالي وساتشيدانندان أحد أشهر شعراء الهند في زمننا، وعشرات من المتميزين من الشعراء والشاعرات الأقل شهرة. وتحوي المجموعة مقطوعتين نثريتين فيهما الشعرنفسه لمولكم إكس الزعيم الزنجي الأمريكي وجورج كارلين الكوميدي الأمريكييقول الشاعر سيف المري رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية في مقدمة الكتاب: “ يميز ترجمات صديقنا وشاعرنا د. شهاب غانم أنه في الغالب يعمد إلى أمرين: أولهما ترجمة الشعر بالشعر وذلك لأنه يمتلك ناصية هذه الصناعة ، أي صناعة الشعر بقوة واقتدار، وثانيهما أنه يترجم روح النص وليس مفرداته القاموسية وهذا ما يعطي للنص أفقا جديدا ويمده بالحياةويقربه من لغته الجديدة التي صيغ بها، فكأن ما يفعله ليس ترجمة بل إحياء وبعث لمعنى المشاعر”. ويقول القاص نواف يونس مدير تحرير المجلة في تقديم آخر للكتاب: “ يعتبر د. شهاب غانم من الشعراء الذين حافظوا على وهجهم وتألقهم الأدبي لأكثر من ثلاثين عاما فهو لا يزال مستمرا في عطائه الشعري الإبداعي إذ أصدر حتى الآن ومنذ بداياته المبكره ما يفوق أربعين إصدارا تتنوع بين الإبداع الشعري والترجمة وغيرهما”. وقد قدم شهاب غانم للكتاب بمقدمة مفصلة تحدث فيها عن تجربته الطويلة في ترجمة الشعر وقد أهدى المجموعة إلى أشقائه الشعراء د. قيس ود. عصام ود. نزار وشقيقتيه د. عزة و سوسن.
أخبار متعلقة