الرياض / متابعات : وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس الجمعة بفصل وعلاج الطفلتين السياميتين الفلسطينيتين ريتاج وريتال ابنتي ياسر أبو عاصي ونقلهما عن طريق الإخلاء الطبي من قطاع غزة إلى المملكة العربية السعودية لعلاجهما في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني ، بعد ساعات من نشر مناشدة عاجلة أطلقها مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين .وصرح وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة لوكالة الأنباء السعودية أن «هذه اللفتة الإنسانية والبادرة الكريمة تجسد الدور الفاعل والرائد لمملكة الإنسانية في خدمة أبناء الوطن والشعوب العربية والإسلامية والصديقة».وأضاف أن التوأمين ستخضعان للفحوصات الطبية المعتادة في مثل هذه الحالات وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات الطبية قبل القيام بعملية فصلهما.وفي وقت سابق، وجه مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين مناشدة للعاهل السعودي ووزير الصحة في المملكة بنقل التوأمين السياميين اللتين ولدتا في غزة السبت الماضي، للمملكة العربية السعودية من أجل فصلهما كما جرى مع العشرات من الحالات المشابهة من قبل.وكانت الطفلتان الفلسطينيتان ريتال وريتاج، ولدتا ملتصقين من جدار البطن، في مستشفى مبارك التابع لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في حالة هي الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية.وقال حسنين إن المواطنة الفلسطينية ميرفت أبو عاصي، وضعت الطفلتين وهما في حالة صحية جيدة حالياً، وقد تم إبقاؤهما في الحضانة الخاصة بالأطفال الخدّج في المستشفى، لكنه أبدى خشيته من إصابتهما بأي مكروه، نظراً لصعوبة التعامل معهما كون الأطباء في غزة لم يسبق لهم التعاطي مع مثل هذه الحالات.وتابع حسنين: السعودية وقفت دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، وفتحت مستشفياتها لجرحى غزة عقب الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل، وكان الدكتور الربيعة يتواصل معنا شخصياً خلال الحرب وبعد انتهائها، من أجل تقديم النصائح والإرشادات لنا، وتأكيد استعداد المملكة لاستقبال الجرحى والمصابين، لذا أتوقع أن تصدر التوجيهات السامية بنقل الطفلتين قريباً إلى المملكة لإجراء الجراحة اللازمة».وقال لموقع ( العربية نت ) إن «مستشفيات غزة لم يسبق لها التعامل مع أي حالات مشابهة، كما أنها تعاني من ظروف صعبة وشح كبير في الإمكانات نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من أربع سنوات، ومن الممكن أن يؤثر ذلك على وضع التوأمين في حال بقيتا في غزة».يذكر أن السعودية اشتهرت خلال السنوات الماضية بإجراء عمليات نوعية لفصل التوائم السيامية، في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، وبرز في هذا المجال الدكتور عبد الربيعة الذي أجرى بنفسه العديد من العمليات قبل وبعد تعيينه وزيراً للصحة في المملكة.يشار إلى أن مصطلح التوأم السيامي يرجع إلى إنغ وتشانغ وهما أشهر توأم سيامي التصاقاً عند القفص الصدري وولدا في سيام (تايلاند الحالية) في عام 1811م وتوفيا في 1874م، وأصبحا مشهورين عالمياً في أوائل القرن التاسع عشر، ويعد التوأم السيامي توأماً متطابقاً تماماً بمعنى أن لديهما التكوين الجيني نفسه، ويحدث التوأم السيامي مرة في كل 50 ألف مولود.