خالد الغزاوي :غزة ذلك الشريط الساحلي الضيق المحصور بين مياه البحر ورمال الصحراء ويسكنه أعلى كثافة بشرية في هذا الكون..غزة تلك الأرض التي كانت طول سنين الثورة الفلسطينية هي الخزان البشري لها وهي الأرض المشتعلة بلهيب الثورة تحث أقدام الغزاة..غزة التي احتضنت الفدائيين وكانت هي تباشير فجر الحرية وإعلان الهوية وأول الوطن اليوم هي أميرة حكم إمامي كهنوتي..يحكم أهلها بالحديد والنار حكماً أغرقها في ظلمات العصور الوسطى وبحور من الدم والثارات التي لا يعلم كيف ستكون نهايتها إلا الله..نعم فغزة اليوم ممنوع عن أهلها أن يحتجوا..أو يعتصموا..ممنوع على أطفالها أن ينهلوا العلم بشكل سوي كأقرانهم في كل مكان،ممنوع عليهم أن يمارسوا أبسط حقوقهم في إبداء الرأي ومن يحاول فمصيره أقبية التحقيق الإمامية المظلمة على يد عساكر الإمام من القوة التنفيذية..في غزة تماماً كما كان يحدث في عهد الإمام في اليمن يعتمد الإمام وعساكره كسر أنفة وكرامة عليه القوم وكرمتهم من العائلات الأصيلة ليخضع الجميع لظلمه..والصورة على واضحة للعيان قد طبعت في عقول الأطفال قبل الكبار،حيث بثت الفضائيات تلك الصور المرعبة التي ينحني أمامها الجبين خزياً وحزناً وألماً،حين شاهدنا عائلة حلس يخرجون عراة إلى عدوهم طالبين النجاة من البطش الإمام في غزة..إنها حقاً صور سريالية سوداء محزنة وداكنة كليل غزة التي تنتهك حرمتها ويجلد أبناؤها ونساؤها وأطفالها بسياط الحقد الإمامي الأسود..تلك هي الحقيقة يا أخوتي في عالمنا العربي المخدوع بشعار المقاومة الزائف الذي يرفعه الإمام وسفراؤه في جنبات أوطانكم ليجلبوا المال الذي يكدسونه سلاحاً للقمع والقتل وإذلال أبناء غزة الصامدة التي قيل عنها ذات يوم على لسان أحد الشعراء إنها غزة غزتنا المكوفلة بالنار!!هي اليوم تحترق بنار سوداء أحضروها من كهوف حقدهم المظلمة..ولتعلموا أن كل ما تشاهدونه وتسمعونه في نشرات الأخبار على القنوات الفضائية هو سرد زائف ومبتور ومفصل على مقاسات تداعب رغبات حزبية ضيقة ولغت في الدم الفلسطيني حتى أعناقها..ويصورونه لكم هذا الحكم هذا الحكم الإمامي الأسود في غزة على إنه حكم عادل يكاد يتماهى مع حكم الرشيد وان الأمن والأمان يسود غزة مالم تشهده في عهد((العملاء والخونة من أبناء الثورة الفلسطينية كما يدعون ويكذبون)).لقد حطوا كل ماهو جميل حققته الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..إنهم يسعون إلى كسر صورتهم وخدش شرعيتها خدمة لشرعيات زائفة وأوهام سوداء من خلال ادعاء زائف لحجم زائف أفرزته تداعبات لظروف استثنائية أبرزها ذلك الزلزال العظيم الذي ضرب شعبنا وأبناء الثورة باستشهاد قائدها وركزها الشهيد الراحل ياسر عرفات..نعم فلا تخدعوا بادعاءاتهم فحجم الإمام وعسكره أقل بكثير من هذه الهالة التي رسمها لهم أتباعهم في الوطن العربي الذي يرزح جله تحث سياط ابتزازهم..إخوتي في كل مكان أنا لا أتجنى عليهم فتلك هي الحقيقة الغائبة عنكم جميعاً التي حاولوا إخفاءها عنكم لكي يتسللوا إلى أعماق قلوبكم ويسلبوا عطفكم عليهم..لقد خطفوا غزة من المشروع الوطني وجعلوها أسيرة المشروع الصهيوني ..هل تعلمون ماذا يحدث في غزة؟..هل سألتهم بيوتها المدمرة بقدائف مليشيات الإمام؟,,وأشجارها التي أحرقوها بنيران حقدهم؟..اسألوا أطفال غزة..أرامل غزة..شواهد قبور الذين قتلوا على أيدي عساكر الإمام في غزة سوف أخبركم بأن غزة تعيش اليوم هزيمة المعنى وفقدان الأمل،وأن استمرار هذه الحالة الصعبة والمحزنة سوف يحيلها إلى صورة مستنسخة من حواضر الرمال القديمة التي عجز أبناؤها عن حفظ حكايتاتها في واحات الذاكرة..سوف تخبركم بأن أبناء غزة أجسادهم صارت عبئاًً عليهم وباتوا يدفنون أيام عمرهم في كهوف الانتظار..وتحث نفايات الحصار تدفن ذاكرة أطفالها الذين يولدون في المخيم الضيق الذي لا يتسع لهم إلا وهم نائمون أو مقتولون..سيان على يد الاحتلال أو على يد عساكر الإمام!!سوف تخبركم بأن أهلنا في غزة الذين تعلموا كيف يصنعون حرير الأمل من ديدان اليأس،ونعمة الحياة من جثة الموت أصبحت تنقضي اللحظة في حياتهم بلا معنى..ويموت المعنى بلا ذاكرة..باتوا مخطوفين يتحينون لحظة يفتح فيها المعبر المسكون بكل هواجس الظلم ليهربوا من موتهم المحتوم على يد جلديهم الجدد..اسأليهم جميعاً واسألوا ألف شاب في مقتبل العمر بتر أطرافهم عساكر الإمام وتركوهم عاجزين.اسألوا بيوت غزة..أشجار غزة..أطفال غزة..أرامل غزة..شواهد قبور غزة سوف تصرخ جميعاً في وجوهكم أنهم يهزمون العروبة والإسلام فيها كما فعل التتار وأن غزة تغرق في كهوف الضغينة والحقد الإمامي فلا تعينوه على إغراقها.
أخبار متعلقة