جاءت كلمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، يوم الثلاثاء الماضي ، أثناء زيارته لحضرموت والتي ألقاها أمام عدد من العلماء والمسؤولين والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال بالمحافظة ، جاءت لتؤكد من جديد عظمة هذه المحافظة الوحدوية الفتية والتي ظلت على الدوام تأخذ مكانتها الغالية في قلوب كافة أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم الأخ رئيس الجمهورية ، الذي كعادته دائماً يبادلها وأبناءها الوفاء بالوفاء والحب بالحب .وعكست كلمة فخامة الرئيس أمام أبناء محافظة حضرموت مدى الاعتزاز والافتخار الكبيرين اللذين يكنهما الوطن اليمني الكبير لحضرموت وأبنائها الوحدويين ومواقفهم التاريخية المشهودة بالتمسك بالوحدة كخيار واحد لا ثاني له والذي تجلى تماماً وبكل وضوح من أبناء حضرموت ومواقفهم التاريخية الوحدوية العظيمة والتي ظهرت وبقوة حتى ماقبل إعادة تحقيق الوحدة ثم كانت احد أهم دعائمها القوية في الثاني والعشرين من مايو 1990م عند إعلانها حيث اثبت أبناؤها كبيرهم وصغيرهم مدى وحدويتهم ، والذي تجلى ايضاً في حرب صيف 1994م حيث كانت حضرموت الساحل والوادي والصحراء في مقدمة المدافعين عن خيار الوحدة بوقوفهم وبكل قوة وإرادة وشماء واباء مع الشرعية الدستورية والانحياز الكامل للإرادة الوطنية وخيار الشعب وتمسكه بوحدته العظيمة الخالدة . وكما أكد فخامة الأخ رئيس الجمهورية فان أبناء حضرموت يدركون تماماً وأكثر من غيرهم من أبناء محافظات اليمن الموحد عظمة الوحدة اليمنية التي عمت خيراتها كل الوطن ودون استثناء ومحافظة حضرموت على وجه الخصوص للتغييرات الايجابية العظيمة التي أحدثتها في هذه المحافظة التي اكتوت أكثر من غيرها بنيران الشمولية وعنجهية الحزب الذي نكل بحضرموت وأبناء حضرموت بمصادرة ممتلكاتهم وأموالهم وتشريدهم ليعيشوا سنوات طويلة غرباء في بلاد المهجر ، لتعيدهم الوحدة الخالدة إلى ديارهم وأهلهم معززين مكرمين وتعيد لهم كل ما اخذ منهم من ممتلكات وعقارات وأراض ، قبل أن تنطلق مسيرة الوحدة التنموية والتي جعلت من حضرموت واحدة من اكبر محافظات دولة الوحدة تطوراً ونماءً وعمراناً بعد أن توسعت المشاريع العملاقة والإستراتيجية المدعومة بالأمن والأمان والاستقرار ، الأمر الذي شجع أبناء حضرموت ليطلقوا أموالهم واستثماراتهم في أرضهم ومحافظتهم إلى جانب استثماراتهم الكبيرة والمقدرة في مختلف ربوع الوطن وفي كل مجالات الاستثمار والبناء ليقدموا بذلك المثال الطيب والقدوة الحسنة في الوفاء لوطنهم ووحدته الخالدة . وكعادته دائماً بسجاياه العظيمة انتهز فخامة الأخ رئيس الجمهورية فرصة لقائه بأبناء الوطن الموحد في محافظة حضرموت ليجدد العهد في الوحدة ويعيد التأكيد بان الوحدة بعظمة قدرها لاتحمل حقداً على أحد من أبناء الوطن بل على العكس تمد أياديها بيضاء للجميع دون من أو أذى ، ولكن وبقدر ما تتيح بنظامها الديمقراطي للجميع بان يمارسوا حقوقهم الديمقراطية التي كفلها لهم الدستور كاملة دون نقصان ، فهي بالقدر ذاته لن تقبل أو تتهاون على الإطلاق أن تكون وحدة اليمن موضع مزايدة أو متاجرة أو وضعها كرهان على طاولة المقامرين من دعاة الفتنة والتشذرم الحالمين بعودة الإمامة وعهود الاحتلال والعودة إلى زمن التشطير والتشتت والفرقة والاحتراب ، فكل ذلك قد طوته الوحدة وتجاوزه الشعب الوحدوي بغير رجعة ولم ينس الزعيم الوحدوي كالعهد به أن يجعل من المناسبة فرصة أخرى لإشاعة العفو والتسامح بإعلانه وتوجيهه بإطلاق سراح جميع السجناء والمعتقلين على خلفية قضايا حزبية أو سياسية من أبناء المحافظة والإفراج عنهم لفتح صفحة جديدة مع الوطن والعمل والبناء والرخاء بعيداً عن تبني نعرات المناطقية الضيقة أو استهداف الوحدة ومقدراتها وثوابت الوطن العليا حيث كفل الدستور والقوانين النافذة للجميع التعبير عن مطالبهم والدعوة لحل مشاكلهم أو مظالمهم بالأساليب الديمقراطية السلمية التي تكفل لهم حقوقهم كاملة بعيداً عن الفوضى والتخريب واستهداف الممتلكات العامة والخاصة التي يحرمها الدستور وتجرمها القوانين النافذة . وان كان فخامة الأخ الرئيس الوحدوي قد حث الحكومة بل شدد عليها أن تعمل بكل قوتها وطاقتها وجهدها على استكمال مشاريع البنية التحتية في كافة مناطق ومديريات المحافظة ، وهو الأمر الذي سيوليه بالتأكيد كل عنايته واهتمامه ومتابعته ، فإننا أيضاً نراهن على دعوته الكريمة لكل رؤوس الأموال والمستثمرين خاصة من أبناء حضرموت للعمل وبقوة على إقامة المشاريع الاستثمارية الكبيرة خاصة الصناعية التي تخلف قاعدة صناعية كبيرة تخدم العملية الإنتاجية وتلبي احتياجات التنمية والتطوير في المحافظة . فإننا نراهن وبكل ثقة أن تجد دعوة فخامته هذه الاستجابة الكبيرة والفاعلة من أبناء حضرموت ، ليس فقط لأنهم أهل تجارة وصناعة واستثمار وخبرات مهولة اكتسبوها من بلاد المهجر التي أشاعوا فيها الحضارة والعلم والبناء والتنمية ، ولكن لأنهم وحدويون بالدرجة الأولى وبالفطرة ، وكانوا السباقين وفي مقدمة الصفوف من أبناء الوطن في إقامة المشاريع الاستثمارية والصناعية والخدمية التي تلبي احتياجات التنمية وتعود على جميع الوطن الموحد بالفائدة العظيمة والخير الوفير .
أخبار متعلقة