ذمار/ صقر أبو حسن :يوم الأربعاء 17 رمضان حمل في طياته الخوف والرعب والموت معاً، فماذا قالت عنه المرأة في ذمار؟ ( ماذنب أن تقتل فتاة في بداية حياتها وإلى جوارها زوجها ولم يتما شهراً على زواجهما؟ قتلوهما قاتلهم الله) هكذا علقت الحاجة (عتيقة) صديقة والدتي، وأضافت المرأة الخمسينية قائلة بصوت يملؤه الألم : ماذنبهم وماذنب الذين يموتون على أيدي هؤلاء المجرمين؟ هكذا تحدثت بعفوية وببساطة ، فيما كانت المناضلة / أم عدنان العنسي، أكثر سخطاً على ما حدث وقالت لـ (14 أكتوبر): يجب أن نقف صفاً واحداً ضد هذا الفكر المتطرف وضد من يقف وراءه ويدعمه كما نتعهد بالمتابعة والإبلاغ بأي معلومة قد تفيد الجهات المختصة، وأضافت أم عدنان وهي كذلك ترأس فرقة (الخيول) الثقافية الفنية بذمار ، قائلة: الجريمة التي نفذها المرتزقة لم تحدث سوى الكثير من الحقد على الإسلام، فالإرهاب ليس له دين أو وطن. ( الأربعاء 17 رمضان لم يكن يوماً عادياً في ذاكرة أي يمني) قالت منيرة السماوي رئيسة جمعية (الشقائق) النسوية وأضافت متسائلة: ما الذي يريده الإرهابيون من وراء هذا العمل وهذه الجريمة؟ وتابعت حديثها لـ (14 أكتوبر) قائلة: لم يستوعب هؤلاء المجرمون أن عملهم يضر بالوطن وبمصالح المواطنين، كما أن عملهم لم يذهب ضحيته سوى الأبرياء. في الوقت الذي بدا على ملامح أسماء عبدالعزيز (الناشطة الحقوقية ورئيسة جمعية “ المرأة” الاقتصادية ) الألم والحزن، قالت: أريد أن أعرف لماذا قتلت (سوزان)؟ قالت ذلك ثم سكتت، لتتابع : مازلنا نعاني من أفعال أصحاب العقول المتحجرة والتي لاتنظر سوى إلى مصالحها فقط. بالنسبة لسوسن الهمدان (طالبة جامعية) تأتي أهمية الكشف عن من يقف خلف هذه الجريمة في المقدمة فتقول : الذين يدعمون الإرهابيين ويمدونهم بالمال هم أول من يجب أن يعاقب ، وعلى الجهات المختصة أن تتعقب رأس الأفعى وتقطعها، وتشاطرها الرأي نعمة الحودري (رئيسة جمعية الوفاء الخيرية) وأضافت: شهر رمضان، شهر الخير والمحبة والسلام وليس شهراً للعنف والإرهاب وقتل الأبرياء ، وقالت مخاطبة القائد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية: نحن معك، ونحن ندعو لك بالتوفيق، فاضرب بيد من حديد ودون رحمة هؤلاء المجرمين الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
ضحيتا الإرهاب (سوسن البنا وزوجها أثناء استشهادهما)
ما يعمله الإرهابيون بين وقت وآخر (يجب أن ينتهي )، كما تقول مادلين المطري ( مدرسة أساسية) واستطردت في حديثها لـ (14 أكتوبر): العالم كل يوم يفيق على أنباء القتل والدمار والخراب، والضحية دائماً هم الأبرياء الذين يتواجدون لحظتها في مكان الحادث ، وزادت: المجرمون لا يكون لديهم إحساس بالآخرين. إبتسام العلاني ( ربة بيت ) تقول: مش معقول أن عقول الإرهابيين بهذا التحجر والتطرف الذي يبيح القتل والنهب ، وأضافت بلهجة ذمارية: العقل زينة الإنسان وهؤلاء ليس لهم عقول ليفرقوا بين الصح والخطأ ، وتؤكد إيمان البشري (رئيسة قطاع المرأة بفرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة ذمار) أن الحديث عن الإرهاب وخطوات أجتثاته تتصدر اهتمامات الحزب الحاكم وقالت: الإرهاب خطر يهدد أمن الوطن والمجتمع ويزعزع كيانه ، والذين يجندون أنفسهم في خندق الضرب على مصالح الوطن بهدف إيقاف التنمية سوف يجتثهم أبناء اليمن، وفي أسرع وقت.وأشارت إلى بسالة قوات الأمن والجيش في الدفاع عن مصالح الوطن ودفعهم أرواحهم رخيصة في سبيل تراب اليمن الغالي. وأنا أتنقل من منطقة إلى أخرى خلال الأيام التي قضيتها لإعداد هذه المادة، تدور في ذهني أكثر من قضية اعتقدت أن أبرزها اهتمام الناس بـ (رمضان) والمواطن العادي غير مكترث كثيراً بما حدث قبل أيام، كان الشارع يتحدث عن هذه الجريمة بحماس وألم معاً، عكس ما كان اعتقادي ، أينما أتجهت (يبدو أن أجواء المأساة مازالت طاغية) تقول أمة السلام عبدالله الميري (موظفة) : الذين يموتون هم بشر، وأنفسهم معصومة ، لماذا يقتلونهم بدون أن يؤنبهم ضميرهم، أمة السلام وهي في الثلاثين من العمر تحدثت عن (دور رجال الأمن في الحد من آثار الجريمة وأهمية الكشف عن من يدعم الإرهابيين الخبثاء) على حد تعبيرها. وتسرد (مريم عزيز) هموم المواطن تتحدث بشيئ من التفصيل عن ما حدث الأربعاء الـ 17 من رمضان أمام السفارة الأمريكية : هم قليل من المجانين الذين لاهم لهم سوى مصالحهم وتخريب مصالح الوطن، وأضافت (مريم) وهي في الأربعين من العمر لم تكمل تعليمها الأساس ولكنها تجيد القراءة والكتابة – قائلة: قتل الناس مش من الدين ولايرضاه أي دين. وكما يبدو مازالت مشاهد الخراب والجثث عالقة بذهن إيمان العميسي (طالبة ثانوية) تقفز إلى الذهن مشاهد الموت في العراق وأفغانستان وفلسطين، كما تقول، وأضافت: الإرهابيون مثل (الثعابين السامة) وعلينا ( أن، نقتلها لنرتاح من سمومها).. وتابعت : فتاة في مقتبل العمر تموت وزوجها معها في لحظة عطش للدمار والموت وتساءلت : ماذنبهما وماذنب الجنود أيضاً؟ كانت دهشتي كبيرة وأنا أحدث إلى مجموعة من زائرات مكتبة البردوني العامة بذمار، آخر ما كنت أتوقعه الحديث عن الجريمة ببساطه ، لكن أيضاً خاب ظني، فالمرأة في ذمار لم تعد ذلك الجزء المكمل أو غير المهم للرجل بل صارت جزءاً مهماً في عالم الأسرة والرجل معاً .. منال عطية قالت: (الناس متألمون لما حدث) وتطالب الجهات المختصة بالضرب بيد من حديد على خلايا الإرهاب، ونبذ الفكر المتطرف. فيما تعتقد إيمان الذماري أن سخط الناس يتزايد بعد كل عملية، والسبب كما تقول: دائماً الضحية هم الأبرياء، وتقول لـ (14 أكتوبر) وردة نعمان مازحة: ( لا، هم يشتوا على قولتهم يجاهدوا، يسروا يجاهدوا في فلسطين ويحرروها من الصهاينة، مش يقتلولهم خلق الله في اليمن بدون ذنب).