[c1]فريدمان ينقل رسالة بوش للعراقيين[/c] اختار الكاتب توماس فريدمان لمقالته في صحيفة (نيويورك تايمز) أمس أن تكون على شكل رسالة موجهة من الرئيس بوش إلى أصدقائه العراقيين الرئيس جلال الطالباني ورئيس وزرائه نوري المالكي ورئيس البرلمان محمود المشهداني. وفيما يلي فحوى الرسالة:السادة الأعزاء، أكتب لكم عن مسألة في غاية الأهمية. من الصعب علي أن أعبر لكم عن عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أميركا اليوم. فنحن نناقش هنا إنقاذ نظامنا البنكي المضطرب بنحو تريليون دولار. فهذه الأزمة هي 9/11 أخرى. الأميركيون يخسرون منازلهم ويغرقون في الديون، ولم يعد أحد منهم يفهم سبب إنفاقنا مليار دولار يوميا لجعل العراقيين يشعرون بأمان أكثر في بيوتهم.على مدى العامين الماضيين كان هناك مناقشة في هذا البلد حول تحديد موعد لانسحاب أميركا من العراق. وبدا وكأن قرار هذا النقاش اعتمد على الفائز في الانتخابات القادمة. لكن لم تعد تلك هي القضية. سيتم التوصل إلى موعد محدد.ودافعو الضرائب الأميركيون الذين لن يسمحوا باستخدام أموالهم في إعانة شركاتهم -مثل ليمان براذرز وبير ستيرنز وميريل لينش- لن يسمحوا باستخدام أموال الضرائب في إعانة ترددكم المستمر الذي بسببه تسيطر مجموعة عراقية على كركوك، أرجو ألا تسيؤوا فهمي. فكثير من الأميركيين وأنا مرتاحون للطريقة التي تراجعتم بها أنتم والشعب العراقي والجيش عن حافة تدمير أنفسكم ذاتيا. أصلاً أنا روجت لهذه الحرب بحثا عن أسلحة دمار شامل. لقد أخطأت. لكن سرعان ما بات واضحا أن القاعدة وحلفاءها في العراق كانوا مصممين على جعل أميركا تفشل في أي محاولة لبناء عراق محترم وتوجيه الشرق الأوسط نحو مسار أكثر ديمقراطية، بغض النظر عن عدد العراقيين الذين ينبغي أن يُقتلوا خلال العملية. لم تكن هذه هي الحرب التي جئنا من أجلها، لكنها الحرب التي وجدناها.القاعدة أدركت أنها إذا تمكنت من دحر أميركا في قلب العالم العربي والإسلامي، فإن رجع الصدى سيتردد في أنحاء المنطقة ويضع القاعدة وحلفاءها في الصدارة. وبالعكس، نحن أدركنا أنه إذا استطعنا دحر القاعدة في العراق، بمعاونة عرب ومسلمين آخرين، فإن رجع الصدى لهذا الأمر سيتردد في أنحاء المنطقة ويؤتي ثماره. لقد سرنا طريقا طويلة نحو كسب تلك الحرب.وفي نفس الوقت أدركت أيضا أنه بمساعدة العراقيين في تنظيم الانتخابات، فإننا بذلك نسهل أول محاولة لشعب دولة عربية حديثة لتدوين عقدهم الاجتماعي، بدلا من أن يفرض عليهم أحد من قبل الملوك أو المستبدين أو القوى الإمبريالية. وإذا استطاع الشيعة والسنة والأكراد العراقيون صياغة عقدهم الاجتماعي الخاص، فسيكون بالإمكان تشكيل نوع ما من الحكومة المقبولة في العالم العربي. وإذا لم تستطيعوا، فمصيركم سيكون بأيدي الملوك والمستبدين للأبد بكل مايأتي معهم من علل وأمراض. الأمر محفوف بالمخاطر. المخاطر لم تتغير. الحقيقة هي أنكم سوف تضطرون لتسريع وإنهاء هذا العمل. لقد افترضتم وجود شبكة أمان أميركية لا نهاية لها لتسمح لكم بالمساومة والمقايضة باستمرار حول من يأخذ ماذا. لقد كنت في غاية الصبر معكم. لكن هذا الأمر قد انتهى. لقد منحناكم بعض الوقت مع زيادة القوات للتوصل إلى تسوية سياسية رسمية ومن الأفضل لكم تستغلوها بسرعة لأنها شيء ثمين آخذ في التضاؤل بسرعة.أما أنتم أيها الشيعة فعليكم أن تدمجوا القبائل السنية وجماعات الصحوة، الذين حاربوا ضد القاعدة في العراق، في الحكومة والجيش. وأنتم أيها الأكراد عليكم أن تجدوا حلا لكركوك وتقبلوا دمجا أكبر في نظام الدولة العراقية، بينما تحافظوا على استقلالكم الذاتي. وأنتم أيها السنة في الحكومة عليكم أن توافقوا على الانتخابات حتى تتمكن القبائل السنية البارزة حديثا وجماعات الصحوة من خوض المعركة الانتخابية وتصير مقننة ضمن النظام العراقي، لذا عليكم أن تقروا قوانين الانتخاب والنفط وتنفقوا بعض عائدات نفطكم لإعادة توطين اللاجئين العراقيين وتقنين المكاسب الأمنية الأخيرة بينما ما زال لديكم وجود أميركي واقعي على أرضكم. اسمعوا وعوا ما أقول: لن يطول وجودنا هناك للأبد، حتى وإن فاز ماكين.لقد أبلغني سفيرنا، رايان كروكر، بمشكلتكم: وهي أن الشيعة العراقيين ما زالوا خائفين من الماضي، والسنة العراقيين ما زالوا يخشون المستقبل، والأكراد العراقيين ما زالوا يخشون كليهما، حسنا، تريدون أن تروا الخوف. انظروا في أعين الأميركيين الذين يرون مدخراتهم وهي تفنى، وشركاتهم تختفي وبيوتهم محبوسة بالرهن. لقد أصبحنا بلدا آخر اليوم. وبعد عقد على خشية العالم من هيمنة أميركية مفرطة، ستقل الهيمنة الأميركية كثيرا على العالم، بسبب انكفائنا على أنفسنا لتنظيم بيتنا من الداخل.وختاما ما زلت أعتقد أن نتيجة مقبولة في العراق، إذا حققناها، سيكون لها تبعات دائمة وإيجابية لكم وللعالم العربي أجمع، رغم أن الثمن كان فادحا. وسأنتظر أن يخلصني التاريخ من خطيئتي، لكن الشعب الأميركي لن يفعل، فهم يريدون بناء أمة في أميركا الآن. ولن يرحلوا عن العراق بين عشية وضحاها، لكنهم لن يظلوا هناك طوال الوقت. وأكرر: لا تسيؤوا تفسير هذه اللحظة. والله معكم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [c1]خطاب نجاد الأمم المتحدة[/c]وصفت صحيفة (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الكلمة التي ألقاها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء بأنها اتسمت بطابع ديني تبشيري، وأضافت الصحيفة الأميركية في مقال لكاتبها سكوت بيترسون نشرته في عددها أمس أن كلمة نجاد أمام الدورة الـ63 للجمعية العامة تضمنت كذلك مناشدته لمهدي الشيعة المنتظر بسرعة الظهور «ليهزم الطغاة ويملأ الدنيا عدلا».وتقول الصحيفة إن ظهور الإمام المهدي مجددا هو من العقائد الأساسية للمسلمين الشيعة تماما مثل عودة المسيح عيسى بن مريم عند الكثير من المسيحيين.وبينما لا يصدع بهذه الفكرة جهرة سوى نفر قليل من الساسة الإيرانيين, فإن أحمدي نجاد ومساعديه ظلوا يصرحون مراراً وتكراراً بأن حكومتهم يديرها المهدي, بحسب الصحيفة.ويرى بيترسون في مقاله أن مثل هذه المعتقدات هي التي توجه أحمدي نجاد في سياسته الداخلية والخارجية على حد سواء, وهي التي تفسر موقفه من البرنامج النووي, وعدم رضوخه للمطالب الأميركية له بوقف تخصيب اليورانيوم, ودعم حكومته المتواصل للمعادين لإسرائيل وأميركا في المنطقة.ويتهم نقاد في إيران -ومعظمهم من علماء الدين- أحمدي نجاد وقناعته بقرب «نهاية العالم» بأنهما السبب في دفع بلادهم إلى شفا الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل.وينسب المقال إلى كورت أندرس ريتشاردسون -الخبير في المذهب الشيعي بجامعة مكماستر الكندية- اعتقاده أن ما من شيء أكثر ارتباطا بعواطف الجمهور من القول بالظهور الوشيك (للمهدي أو المسيح)، ويضيف الخبير قائلا «إنه شعور رائع أن تتعايش مع الفكرة لو كنت تؤمن بها, ذلك أنه إحساس يبدّل كل شيء, ويشحذ الفكر السياسي والأخلاقي والشعور الجمعي».ونقل عن الرئيس الإيراني قبل ثلاث سنوات طمأنته مسئولين محليين كانوا قد أعربوا عن قلقهم إزاء الإسراف في الإنفاق العام بأن لا ينزعجوا لأن الإمام المهدي «سوف يعود في غضون عامين وكل المشاكل ستحل». وتعيد الصحيفة إلى الأذهان ما قاله آية الله سيد علي خامنئي -المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية- الشهر الماضي في الاحتفال بمولد المهدي حين أكد أن «الأديان السماوية لم تشأ أن تمنح الناس آمالا زائفة», محذرا في الوقت نفسه «أن الساعين لتحقيق مآرب شخصية» يستفيدون من مثل تلك الأفكار.وتشير الصحيفة إلى أن التحذير موجه لمن سمتهم الدجالين الذين يجنون مكاسب من زعمهم بأنهم على اتصال مباشر بالمهدي, حيث قاموا بنشر إعلانات في المحال التجارية والمنازل للجماهير يعرضون فيها استعدادهم لنقل تضرعهم ومطالبهم للأمام نظير مبلغ مالي. وتقول الصحيفة إن الشرطة دهمت العديد من تلك الأماكن بعد أيام من تصريحات خامنئي تلك.
أخبار متعلقة