غضون
- برنامج تطوير مدن الموانئ نفذ في عدن ولا يزال ينفذ مشاريع مفيدة وذات كلفة مرتفعة نسبياً وعندما يتحدث المسؤولون عن هذه المشاريع يقولون للصحف : تشرف عليها السلطة المحلية في قيادة محافظة عدن. ومن الطبيعي أن تشرف السلطة المحلية على عملية التنفيذ ، لكن ما هو دورها بعد التنفيذ ، ومن هي الجهة التي أنيط بها استخدام المشروع وحمايته؟مشروع إعادة تأهيل قلعة صيرة وطريقها مثلاً تعرض للتخريب .. برنامج تطوير مدن الموانئ نفذ المشروع بكلفة قيل إنها بلغت نحو ( 700) ألف دولار ـ وبعد التنفيذ هاهي القلعة تتعرض للتخريب . فلمن سلمت القلعة أم إلى الآن هي ليست بعهدة هيئة معينة تصونها وتستخدمها لأغراض ذات مردود مالي؟- من المواقع المهمة التي يعاد تأهيلها أيضاً صهاريج عدن ، و مبنى المجلس التشريعي الذي يعد أقدم برلمان في المنطقة وقيل إن مشروع إعادة تأهيله كلف ( 580) ألف دولار ، فماذا بعد التنفيذ؟ هل لدى السلطة المحلية رؤية واضحة بشأن مصير مثل هذه المشاريع الحساسة.. من هي الجهة التي ستديرها وتستخدمها وتحافظ عليها وتستثمرها .. إدارة الآثار أم الثقافة أم المجلس المحلي .. وأيا كانت هذه الجهة فالأمر لا يهم .. ما يهم هو أن تكون هناك جهة محددة ومسؤولة ومن الأفضل أن تكون اهتماماتها قريبة الصلة بطبيعة هذه المواقع والمشاريع التي تختلف عن سائر المشاريع السياحية والخدمية التي تكون الرؤية بشأنها واضحة ، ويعهد أمرها إلى القطاع الخاص عادة .. وعلى ذكر القطاع الخاص نشير إلى أن هذا القطاع غير موثوق به عندما يتعلق الأمر بمشاريع أو مواقع مثل صيرة أو الصهاريج أو المجلس التشريعي وستقع السلطة المحلية أو أي مكتب أو هيئة معنية بتلك المواقع في خطأ كبير إذا أجرتها على القطاع الخاص.- قيل إن المجلس التشريعي ، بعد إتمام عملية تأهيله سيصبح مكاناً لعقد جلسات أو اجتماعات المجلس المحلي ، وهذا أمر غريب ، فهل عدمت عليهم الأماكن.إن مواقع مثل هذه يجب أن تستثمر استثماراً مناسباً .. وتحديداً من ذلك النوع الذي يتعلق بالتحف والآثار والثقافة والفن والسياحة وسائر الأشياء الجميلة التي تتميز بها عدن وأصبحنا نفتقر إليها ، فهذه المواقع فرصة لاستعادة ما غاب وإحياء ما تم إماتته وجمع المبعثر وحفظ ما هو عرضة للاندثار أو التلف.ننهي هذه الأسطر بتكرار ما كنا قد بدأنا به .. وهو أن هذه المشاريع لابد أن يوكل أمرها بعد التنفيذ إلى جهة تصونها وتديرها وتستثمرها وتتحمل مسؤولية كاملة عنها وإذا كانت هذه المشاريع قد نفذت في سياق تهيئة عدن لخليجي عشرين ، فها هو الخليجي قد اقترب موعده ، فمتى سيتم حسم قضية إدارتها واستخدامها واستثمارها .. هل بعد خليجي عشرين؟.