الحادث المروي المروع الذي وقع قبل يومين بحريب وأودى بحياة (30) شخصاً من عائلة واحدة، ونجت طفلة من الموت حتى الآن .. كل هؤلاء كانت تقلهم سيارة واحدة (هيلوكس قمارتين)! سيارة واحدة هيلوكس وليس حافلة نقل جماعي .. وصباح أمس توفى (14) شخصاً في منطقة البرع وكانوا على سيارة هيلوكس أيضاً اصطدمت بشاحنة.تحصل حوادث مرورية في أنحاء العالم ويقتل بسببها أكثر من هذا العدد ولكن في حوادث سير لموكب كبير من السيارات أما أن يموت (30) دفعة واحدة وفي سيارة صغيرة فهذا لا يحصل إلا في اليمن حيث تحشى السيارة المخصصة لخمسة ركاب بستة أضعاف هذا العدد من النفوس البشرية، وحيث ترى دراجة نارية عليها سائق وفي حضنه طفل وخلفه ثلاثة ركاب ويقود دراجة محملة بهذا العبء في طريق سريع .. بمثل هذه الأخطاء يموت كثير من النساء والرجال والأطفال موتاً جماعياً وبسهولة شرب الماء، والمؤسف أن كثيرين لا يعتبرون ولا يتخلون عن مثل هذه الأخطاء ويقودون أنفسهم وأهاليهم إلى الموت على بصيرة. في الشهور الثلاثة الماضية سجلت وزارة الداخلية (3420) حادث سير مات بسببها (625) وأصيب (4578) وهو رقم مرتفع للغاية قياساً إلى عدد السكان وعدد المركبات، فدولة مثل السعودية وهي ما هي لا تزيد عدد الوفيات فيها سنوياً بسبب هذه الحوادث على (5000) ومثلها في مصر ذات الثمانين مليون نسمة، بينما عدد الوفيات في بلادنا ذات الاثنين وعشرين مليون نسمة يزيد على ثلاثة آلاف في السنة.الأمر لا يقتصر على الوفيات، فتكاليف الحوادث المرورية كثيرة ومتنوعة فهناك الإصابات التي تصل حد الإعاقة الكلية وهناك التكاليف المادية مثل تلف السيارة وتكاليف إصلاحها والتعويضات وأضرار أخرى مثل إتلاف أعمدة إنارة ومنشآت، فضلاً عن العقوبات القانونية كالحبس الذي يلحق ضرراً بالأسرة لفقد عائلها .. إلى جانب ذلك هناك ضرر عام بالأسر التي يموت أو يصاب أهاليها جراء حوادث المرور.وعلى أي حال .. حوادث المرور لن تتوقف، فمنظمة الصحة العالمية تقول إن هذا النوع من الحوادث يعد السبب الثاني للوفاة سنوياً في أنحاء العالم حيث تتسبب بموت مليون ومائتي ألف إنسان سنوياً وجرح (50) مليوناً وخسائر مادية بنحو (65) مليار دولار .. لكن حوادث المرور يمكن خفضها وتقليل تكاليفها بحسن التدبير. وكما في أي شأن آخر .. يحتاج الناس إلى ضوابط خارجية لترشيد سلوكهم في الطرقات وفي القيادة ومعاقبة الذين يتجاوزون معايير النقل، فكيف يسمح لأحدهم أن يحمل الركاب على سيارات نقل بضائع أو أن يحمل عشرة على سيارة مخصصة لخمسة ركاب .. وكذلك الأمر بالنسبة للسرعة والإهمال ووجود تجمعات للناس في أماكن خطرة.وبالطبع تقع على الحكومة مسؤولية كبيرة فالطرقات رديئة وتسمح بدخول إطارات رديئة وقطع غيار مزيفة وهلم جرا.
أخبار متعلقة