غضون
* بعد انتهاء حقبة الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الروسي اختلف المقاولون الذين كانوا يعملون لحساب المخابرات الأميركية والباكستانية والعربية حول مصير المجاهدين العرب هناك ، كان عبدالله عزام يرى إرسالهم أو إعادة تصديرهم إلى بلدان فيها أقليات إسلامية ليجاهدوا هناك من أجل حصول تلك الأقليات على الاستقلال في الشيشان وكشمير ويوغسلافيا ومناطق أخرى .. أما الظواهري زعيم جماعة الجهاد المتطرفة الذي أحتوى أسامة بن لادن وأتباعه فقد كان يرى إعادة أولئك المجاهدين إلى بلدانهم للجهاد فيهالا لأن الأنظمة العربية والإسلامية كلها كافرة ويجب إسقاطها أولاً ليتسنى إقامة دولة الخلافة التي ستكون كفيلة فيما بعد باحتلال دول العالم الأخرى كلها .. ولان عبدالله عزام كان قوياً وضد فكرة الظواهري أمر هذا الأخير باغتيال عزام .. وهكذا أصبحت فكرة الظواهري وابن لادن ومساعديهما هي السائدة. والإرهاب الذي يضرب الآن في اليمن وفي بلدان عربية وإسلامية هو تجلٍ لتلك الفكرة.* ومن المؤسف أن نجد رجال دين ومواطنين وبعض أصحاب الرأي يتعاطون مع أسامة بن لادن ومع الظواهري ومع الإرهابيين بزعم أنهم مجاهدون ضد أمريكا وإسرائيل ولكنهم يخطئون السبيل في بعض الأحيان رغم إن قادة الإرهابيين في غنى عن هذا التعاطف وهذه التبريرات التي يعدونها انتقاصاً من جهادهم.. وتحضرني حكاية قديمة بهذا الشأن تقول أن كلباً كان يلجأ إلى حيلة ماكرة ليعض الناس على حين غرة فراح أحدهم يرشد الكلب عن طريق تعليق جرس على عنقه ليعرف الناس أن الكلب في طريقه إليهم ، وهذا المنافق في الحقيقة لم يرشد الكلب، بل منحه صوتاً يروج له في السوق. * إن المنافقين والمتعاطفين مع بن لادن والظواهري وأتباعهما يحاولون ألتماس الأعذار للإرهابيين ، بينما الإرهابيين يختالون و يباهون بإجرامهم ، ولا يعتبرون تلك الأجراس من قبيل الترشيد بل أوسمة في صدورهم تدل على نجاعة شرورهم .إن هؤلاء المنافقين والمتعاطفين مع ابن لادن والظواهري وأتباعهما مكشوفون فلا الاعتدال من مطالبهم ولا الإرهابيون خصومهم ،ولا تنقصهم سوى بطاقة انتساب علنية لتنظيم القاعدة.