في الذكرى الـ(46)..
السادس والعشرون من سبتمبر المجيد ذكرى ثورة الشعب بل وذكرى ثورة الثورات العربية .. ذكرى خالدة عظيمة .. بلادنا لها تاريخ عميق ومجد خالد وعظيم وجاءت هذه الثورة لا لتضاعف ذلك المجد بل لتصنع أمجاداً وترفع مستوى وقيمة المواطن اليمني إلى أعلى قمم العز ..إلى الشموخ ..إلى الحرية.. إلى أن يكون ذلك المواطن يحمل الوطن في قلبه وروحه، يستنشق الوطن ليكون زاده في العطاء والتنمية والبناء. إنها ثورة ليست كالثورات المتعاقبة في كل أرجاء المعمورة ولكنها ثورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.ولنأخذ وجهاً واحداً لمعنى الثورة في هذه العجالة الا وهو التغيير.. ما أعظم هذه الكلمة ..«التغيير».. تغيير ملامح الأرض من حيث البناء الاقتصادي والتنموي وإرساء البنية التحتية الصلبة التي في ضوئها تنطلق الدولة بثبات اقتصادي صلب وقوي ينعكس على رفاهية وراحة وسعادة الإنسان . التغيير تغيير الملامح الزراعية وتطويرها حتى نصل إلى الاكتفاء الذاتي من خيرات أرضنا وما أعظمها من خيرات .. لقد سخرت الجبال والبحار لتعطي خيراتها للشعب والاستفادة من كل حجر في الجبال ومن كل قطرة ماء في بحارنا وأعماق الأرض ـ التغيير في بناء الجيش والأمن والقوات المسلحة بكافة وحداتها لتكون قوة بيد الشعب قوة تبني وتشارك في البناء وقوة تحمي وتذود عن أشرف بقعة وحدوية تتزامن مع العظمة حتى سخرت التاريخ ليرصد كل تغيراتها إنها «اليمن بلادي الحبيبة الغالية».التغيير فتح آفاق التعليم الأساسي والعالي وعلى عدد كبير من المجالات العلمية الراقية التي تحتاجها اليمن في عصر العولمة وفي القرن الذي نعيشه ولرسم ملامح القرون القادمة حتى تتكيف مع مطامح وأحلام اليمن أصل العرب والعروبة.التغيير السياسي الذي رفض وبصلابة كل الهزات «باختلاف درجات ريختر» حتى تركع اليمن الثورية اليمن الوحدوية لرغبات أناس جعلوا الدولار هدفاً والاكتناز مطلباً للمال الفاحش على حساب المواطن الشريف القوي الصلب ـ المواطن الذي ضحى بأبنائه وإخوانه وجدوده حتى يحقق هذا الانتصار الذي يتفيأ ظلاله حتى الخارجون على الوطنية وضعفاء الانتماء.التغيير السياسي الذي أعطى للمواطن حريته، حرية ليست خطاباً أو شعارات أو مزايدات سياسية وانما حرية بصدق وبتفاعل وجد .. حرية حتى هذه اللحظة لم نلمح حتى طيفاً لها في دولة أخرى، حتى الذين يتشدقون بتوافرها لشعوبهم، الحرية المرتبطة بالإسلام والشرف والقيم والمبادئ.التغيير بتعددية الأحزاب باختلاف مشاربها من أجل اليمن واليمن بعيداً عن المراهنات الايدلوجية والتجارب الخاوية والبعيدة عن صلب عشق اليمن.التغيير بناء دولة دولة تعطي مواطنيها حرية انتقاد قمة السلطة .. دولة يقف فيها رئيسها كمواطن في الانتخابات وفي اختيار حقوقه الإنسانية والسياسية والاجتماعية.التغيير في قدرة وحنكة الرئيس القائد علي عبدالله صالح الذي يحمل قلباً كبيراً يتسع لكل هموم اليمن وأبنائه الطائع منهم والعاصي لاينظر إليهم إلا بكل حنان ورأفة وفرحة كأب وصديق وأخ إنه نموذج للمواطن اليمني الصلب القوي ـ أتمنى أن تكون هكذا الزعامات العربية، زعامة بثقة وبشمم وكبرياء واعتزاز بالذات والنفس.ثورتا سبتمبر وأكتوبر اعتصرتا وانطلقتا كمارد جبار لصنع مجد صلب قوي تمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المجيدة الوحدة النموذج في العالم وفي التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل وهاهي الذكرى الـ(46) تختال كعروس في قمة فرحتها وتنظر باعتزاز كيف أثمرت وحققت المستحيل .. تحية لكل أبناء اليمن تحية لليمن الموحد العظيم، ولقائدها الجسور.