فن تشكيلي .. اليمنية نعمة علي مشني
د. زينب حزام ترسم الفنانة التشكيلية اليمنية نعمة علي مشني لتدفع القلق الرابض في أعماقها، كأن خطوطها معادلة لتأويل الحالة الغامضة التي تعيشها.نعمة علي مشني خريجة قسم التربية الفنية معهد الفنون الجميلة - جامعة الحديدة، شاركت في عدة معارض فنية داخل وخارج اليمن، كما حصلت على عدة جوائز في هذا المجال الفني، ومنها جائزة رئيس الجمهورية، كما شاركت في معرض الشباب “المسابقة العامة” في دورتيه 2008م ، 2009م.وتعتبر الفنانة التشكيلية نعمة علي مشني من أكثر المبدعين تقديماً للوحات فنية رائعة عن الطبيعة اليمنية، فلوحاتها تجمع بحذاقة بين الجماليات الصالونية والجماليات الفنية المتقشفة.كما تعد الفنانة نعمة من الملونين البارزين نوعت كثيرا فيً مساحاتها اللونية، وبقيت بعيداً عن التنويع في استخدام المواد، ترتكز لوحاتها على صيغ حوارية درامية تساهم في جذب العين.تداوم الفنانة التشكيلية نعمة يومياً في بيت الفن التشكيلي لتعطي خبرتها الفنية للشباب المبدع في مجال الفن التشكيلي، كما تقدم لوحاتها التي تستمدها من الطبيعة اليمنية وتجمع التاريخ والحضارة في معظم لوحاتها، وتتسم هذه الفنانة بالجدية، وقد تجد في لوحاتها البراعة وأسئلة غامضة في ألوانها المتنوعة كما تقول تعكس مباهج طفولتها التي احتلتها التهجئة الأولى للرسم والألوان والتلوين ونمو أبجدية التعبير الأولى.قدمت الفنانة التشكيلية نعمة معرضها الشخصي الأول وقد أدركها القلق بامتياز وفي داخلها تنمو تجربة فنية، فالحظ قلق واللون قلق، داخل خفايا تجربتها، وها هي تقول:”بعد تجربتي الفنية، أنظر إلى لوحاتي فأرى ظلاً للكلمة الفنية الطويلة، أنظر إلى لوحتي فأرى معادلة دقيقة لتأويل الحال الغامضة، التي غالباً ما تكون في نفسها القلق الملتبس في أعماقي. أعترف أن الفن هو انعكاس لتلك الحالات التي لا نعرف لها أسماء غير أني أحس بالضيق والكآبة حين لا أكون قادرة على إخراج حالي من العدم التي هي فيه، وأشعر بالرضا عندما أستطيع توصيف قلقي، وهكذا تصبح كل لوحة من لوحاتي صورة وجهي ... صورة ذاتي.وهكذا يجد المشاهد للوحات هذه الفنانة التشكيلية مفهوماً جماليا لا يحدث فيه اهتزاز عنيف، لأن هدفها الحقيقي إنضاج رؤاها التشكيلية حتى آخر ضوء في لونها وآخر نقطة في خطها. إن الفن العظيم الذي تراه الفنانة التشكيلية نعمة - هو الدخول في سر المعادلات لا النظر إليها ونسخها وملامستها من الخارج.[c1]الفنان التشكيلي نبيل النمر [/c]لم يكن فنه مجرد تعبير عن ذاته بقدر ما كان يعبر في معظم لوحاته عن حبه لليمن، والأهم من ذلك أنه صاحب موقف فكري متبلور .الفنان التشكيلي نبيل النمر من مواليد مدينة تعز 1973م، حصل على بكالوريوس آداب قسم آثار - جامعة تشكيلية من معهد جميل غانم عدن “99 - 2000” وشارك في عدة معارض داخلية وخارجية. وهو عضو في نقابة الفنانين التشكيلين عدن وعضو في بيت الفن / عدن وحائز على عدة شهادات تقديرية والتحق بعدة دورات في مختلف المجالات.إن الفنان التشكيلي نبيل النمر مبدع حقاً وهو القائل “إن التعبير المتقن عن فكرة بسيطة .. أرقى من الفكرة الجميلة التي تؤديها في قالب ردئ”.هكذا أتصور الفنان المبدع نبيل النمر في لحظاته الإبداعية .. فلابد إذن أن تكون كل تلك الروائع التي يطالعنا بها في كل عرض قد نالتها يد الخبرة والمعاناة!! ولان في ذلك، فالمعاناة تكسب صاحبها رهافة الحس وتزيد من إدراكه لمعاني المواقف والمتناقضات.والفنان يتمتع بالقدرة على الوقوف على العلاقات التي تبزغ في الواقع من حوله مهما كانت تلك العلاقات دقيقة ومستخفية! وهولا يختار موضوعاته وإبداعاته بل هي التي تختاره وتناديه، لكي يفصح عن أسرارها المكونة لثقتها في حسن تعبيره وأداته، وبساطته، تلك البساطة التي تجعلك تهرع إلى الفرشاة ظاناً في نفسك القدرة على مجاراة الفنان في الإبداع، ولكنك سرعان ما تكتشف عجزك التام، فالبساطة في إيحاء الفنان ليست وليدة التجارب الأولى كما سيلقى في روعك للوهلة الأولى بل هي وليدة سنوات، وسنوات من العمل والمثابرة وتعلم أبجديات التشكيل وامتلاك نعمة الإتقان وحب المغامرة والسفر والترحال إلى شتى بقاع العالم من خلال الألوان والمناظر للطبيعة في العالم.إن الطبيعة اليمنية هي معلمته الأولى حتى أنك لتدرك مقدار التآلف الإنساني بينه وبينها من خلال أعماله وهي تناديه لحاجتها الشديدة إلى اهتمامه وريشته، وتدرك أيضاً أن هناك امتزاجاً بين ذاتية الفنان، وذاتية المكان، هذا الامتزاج الذي يستحوذ على أحاسيس المتلقي ويمتلك عليه وجدانه.